القول في والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد ( 16 ) ) تأويل قوله تعالى : (
يقول - تعالى ذكره - : والذين يخاصمون في دين الله الذي ابتعث به نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - من بعد ما استجاب له الناس ، فدخلوا فيه من الذين أورثوا الكتاب ( حجتهم داحضة ) يقول : خصومتهم التي يخاصمون فيه باطلة ذاهبة عند ربهم ( وعليهم غضب ) يقول : وعليهم من الله غضب ، ولهم في الآخرة عذاب شديد ، وهو عذاب النار .
وذكر أن هذه الآية نزلت في قوم من اليهود خاصموا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دينهم ، وطمعوا أن يصدوهم عنه ، ويردوهم عن الإسلام إلى الكفر .
ذكر الرواية عمن ذكر ذلك عنه :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد ) [ ص: 519 ] قال : هم أهل الكتاب كانوا يجادلون المسلمين ، ويصدونهم عن الهدى من بعد ما استجابوا لله . وقال : هم أهل الضلالة كان استجيب لهم على ضلالتهم ، وهم يتربصون بأن تأتيهم الجاهلية .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له ) قال : طمع رجال بأن تعود الجاهلية .
حدثنا قال : ثنا محمد بن المثنى محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، أنه قال في هذه الآية ( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له ) قال : بعد ما دخل الناس في الإسلام .
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم ) قال : هم اليهود والنصارى ، قالوا : كتابنا قبل كتابكم ، ونبينا قبل نبيكم ، ونحن خير منكم .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة ) . . . . . الآية ، قال : هم اليهود والنصارى حاجوا أصحاب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : كتابنا قبل كتابكم ، ونبينا قبل نبيكم ، ونحن أولى بالله منكم .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( والذين يحاجون في الله ) . . . . إلى آخر الآية ، قال : نهاه عن الخصومة .