[ ص: 521 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز    ( 19 ) من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب   ( 20 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : الله ذو لطف بعباده ، يرزق من يشاء فيوسع عليه ويقتر على من يشاء منهم . ( وهو القوي ) الذي لا يغلبه ذو أيد لشدته ، ولا يمتنع عليه إذا أراد عقابه بقدرته ( العزيز ) في انتقامه إذا انتقم من أهل معاصيه . ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه   ) يقول - تعالى ذكره - : من كان يريد بعمله الآخرة نزد له في حرثه : يقول : نزد له في عمله الحسن ، فنجعل له بالواحدة عشرا ، إلى ما شاء ربنا من الزيادة ( ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها   ) يقول : ومن كان يريد بعمله الدنيا ولها يسعى لا للآخرة ، نؤته منها ما قسمنا له منها . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن سعد  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس  قوله : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه   ) . . . إلى ( وما له في الآخرة من نصيب   ) قال : يقول : من كان إنما يعمل للدنيا نؤته منها  . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد  ، عن قتادة   ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا   ) . . . . الآية ، يقول : من آثر دنياه على آخرته لم نجعل له نصيبا في الآخرة إلا النار ، ولم نزده بذلك  [ ص: 522 ] من الدنيا شيئا إلا رزقا قد فرغ منه وقسم له  . 
حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  ، في قوله : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه   ) قال : من كان يريد الآخرة وعملها نزد له في عمله ( ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها   ) . . . إلى آخر الآية ، قال : من أراد الدنيا وعملها آتيناه منها ، ولم نجعل له في الآخرة من نصيب ، الحرث العمل ، من عمل للآخرة أعطاه الله ، ومن عمل للدنيا أعطاه الله  . 
حدثني محمد  قال : ثنا أحمد  قال : ثنا أسباط  ، عن  السدي  قوله : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه   ) قال : من كان يريد عمل الآخرة نزد له في عمله  . 
وقوله : ( وما له في الآخرة من نصيب   ) قال : للكافر عذاب أليم . 
				
						
						
