[ ص: 610 ] القول في فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ( 43 ) تأويل قوله تعالى : ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ( 44 ) )
يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : فتمسك يا محمد بما يأمرك به هذا القرآن الذي أوحاه إليك ربك ، ( إنك على صراط مستقيم ) و منهاج سديد ، وذلك هو دين الله الذي أمر به ، وهو الإسلام .
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ) : أي الإسلام .
حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن ( السدي فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ) .
وقوله : ( وإنه لذكر لك ولقومك ) يقول - تعالى ذكره - : وإن هذا القرآن الذي أوحي إليك يا محمد الذي أمرناك أن تستمسك به لشرف لك ولقومك من قريش ( وسوف تسألون ) يقول : وسوف يسألك ربك وإياهم عما عملتم فيه ، وهل عملتم بما أمركم ربكم فيه ، وانتهيتم عما نهاكم عنه فيه ؟ .
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس : قوله : ( وإنه لذكر لك ولقومك ) يقول : إن القرآن شرف لك .
حدثني عمرو بن مالك قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ( وإنه لذكر لك ولقومك ) قال : يقول للرجل : من أنت ؟ فيقول : من العرب ، فيقال : من أي العرب ؟ فيقول : من قريش .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وإنه لذكر لك ولقومك ) وهو هذا القرآن . [ ص: 611 ]
حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن ( السدي وإنه لذكر لك ولقومك ) قال : شرف لك ولقومك ، يعني القرآن .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( وإنه لذكر لك ولقومك ) قال : أولم تكن النبوة والقرآن الذي أنزل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - ذكرا له ولقومه .