القول في تأويل قوله تعالى : ( فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون    ( 83 ) وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم   ( 84 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : فذر يا محمد  هؤلاء المفترين على الله - الواصفيه بأن له ولدا - يخوضوا في باطلهم ، ويلعبوا في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون   ) وذلك يوم يصليهم الله بفريتهم عليه جهنم ، وهو يوم القيامة . 
كما حدثنا محمد  قال : ثنا أحمد  قال : ثنا أسباط  ، عن  السدي   ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون   ) قال : يوم القيامة . 
وقوله : ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله   ) يقول - تعالى ذكره - : والله الذي له الألوهة في السماء معبود ، وفي الأرض معبود كما هو في السماء معبود ، لا شيء سواه تصلح عبادته . يقول - تعالى ذكره - : فأفردوا لمن هذه صفته العبادة ، ولا تشركوا به شيئا غيره . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .  [ ص: 653 ] 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا ابن عبد الأعلى  قال : ثنا ابن ثور  ، عن معمر  ، عن قتادة  في قوله : ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله   ) قال : يعبد في السماء ، ويعبد في الأرض  . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد  ، عن قتادة  ، في قوله : ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله   ) أي يعبد في السماء وفي الأرض  . 
وقوله : ( وهو الحكيم العليم   ) يقول : وهو الحكيم في تدبير خلقه ، وتسخيرهم لما يشاء ، العليم بمصالحهم . 
				
						
						
