القول في تأويل قوله تعالى : ( أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين    ( 37 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد   - صلى الله عليه وسلم - : أهؤلاء المشركون يا محمد  من قومك خير ، أم قوم تبع  ، يعني تبعا الحميري   .  [ ص: 40 ] 
كما حدثني محمد بن عمرو  قال : ثنا أبو عاصم  قال : ثنا عيسى  ، وحدثني الحارث  قال : ثنا الحسن  قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  في قول الله - عز وجل - ( أهم خير أم قوم تبع   ) قال : الحميري   . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة   ( أهم خير أم قوم تبع   ) ذكر لنا أن تبعا  كان رجلا من حمير  ، سار بالجيوش حتى حير الحيرة  ، ثم أتى سمرقند  فهدمها . وذكر لنا أنه كان إذا كتب كتب باسم الذي تسمى وملك برا وبحرا وصحا وريحا  . وذكر لنا أن كعبا  كان يقول : نعت نعت الرجل الصالح ذم الله قومه ولم يذمه  . وكانت عائشة  تقول : لا تسبوا تبعا  ، فإنه كان رجلا صالحا . 
حدثنا ابن عبد الأعلى  قال : ثنا ابن ثور  ، عن معمر ،  عن قتادة  قال : قالت عائشة   : كان تبع  رجلا صالحا . وقال كعب   : ذم الله قومه ولم يذمه  . 
حدثنا ابن عبد الأعلى  قال : ثنا ابن ثور  ، عن معمر ،  عن تميم بن عبد الرحمن ،  عن سعيد بن جبير  ، أن تبعا  كسا البيت ، ونهى سعيد  عن سبه . 
وقوله ( والذين من قبلهم   ) يقول - تعالى ذكره - : أهؤلاء المشركون من قريش  خير أم قوم تبع  والذين من قبلهم من الأمم الكافرة بربها ، يقول : فليس هؤلاء بخير من أولئك ، فنصفح عنهم ، ولا نهلكهم ، وهم بالله كافرون ، كما كان الذين أهلكناهم من الأمم من قبلهم كفارا . 
وقوله ( إنهم كانوا مجرمين   ) يقول : إن قوم تبع  والذين من قبلهم من الأمم الذين أهلكناهم إنما أهلكناهم لإجرامهم ، وكفرهم بربهم . وقيل : إنهم كانوا مجرمين ، فكسرت ألف " إن" على وجه الابتداء ، وفيها معنى الشرط استغناء بدلالة الكلام على معناها . 
				
						
						
