القول في تأويل قوله تعالى : ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين    ( 36 ) وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم   ( 37 ) )  [ ص: 430 ] 
يقول - تعالى ذكره - : فما وجدنا في تلك القرية التي أخرجنا منها من كان فيها من المؤمنين غير بيت من المسلمين ، وهو بيت لوط   . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة  قوله ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين   ) قال : لو كان فيها أكثر من ذلك لأنجاهم الله ، ليعلموا أن الإيمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله . 
حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد   ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين   ) قال : هؤلاء قوم لوط  لم يجدوا فيها غير لوط   . 
حدثني ابن عوف  قال : ثنا المعتمر  قال : ثنا صفوان  قال : ثنا أبو المثنى  ومسلم أبو الحيل الأشجعي  قال الله : ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين   ) لوطا  وابنتيه ، قال : فحل بهم العذاب ، قال الله : ( وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم    ) وقوله : ( وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم   ) يقول : وتركنا في هذه القرية التي أخرجنا من كان فيها من المؤمنين آية ، وقال جل ثناؤه : ( وتركنا فيها آية   ) والمعنى : وتركناها آية لأنها التي ائتفكت بأهلها ، فهي الآية ، وذلك كقول القائل : ترى في هذا الشيء عبرة وآية ; ومعناها : هذا الشيء آية وعبرة ، كما قال جل ثناؤه ( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين   ) . وهم كانوا الآيات وفعلهم ، ويعني بالآية : العظة والعبرة ، للذين يخافون عذاب الله الأليم في الآخرة . 
				
						
						
