يقول - تعالى ذكره - : إن عذاب ربك لواقع ( يوم تمور السماء مورا ) ف" يوم " من صلة " واقع " ، ويعني بقوله : تمور : تدور وتكفأ . وكان ينشد بيت معمر بن المثنى الأعشى :
كأن مشيتها من بيت جارتها مور السحابة لا ريث ولا عجل
فالمور على روايته : التكفي والترهيل في المشية ، وأما غيره فإنه كان يرويه [ ص: 462 ] " مر السحابة " .
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم فيه نحو الذي قلنا فيه .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( يوم تمور السماء مورا ) قال : يقول : تحريكا .
حدثنا ابن المثنى وعمرو بن مالك قالا : حدثنا أبو معاوية الضرير ، عن سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( يوم تمور السماء مورا ) قال : تدور السماء دورا .
حدثنا الحسن بن علي الصدائي قال : ثنا إبراهيم بن بشار قال : ثنا سفيان بن عيينة قال : أخبروني عن معاوية الضرير ، عني ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( يوم تمور السماء مورا ) قال : تدور دورا .
حدثنا هارون بن حاتم المقرئ قال : ثنا سفيان بن عيينة قال : ثني أبو معاوية ، عني ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( يوم تمور السماء مورا ) قال : تدور دورا .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( يوم تمور السماء مورا ) مورها : تحريكها .
حدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( يوم تمور السماء مورا ) يعني : استدارتها وتحريكها لأمر الله ، وموج بعضها في بعض .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان قال : قال الضحاك ( يوم تمور السماء مورا ) قال : تموج بعضها في بعض ، وتحريكها لأمر الله .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( يوم تمور السماء مورا ) قال : هذا يوم القيامة ، وأما المور : فلا علم لنا به . [ ص: 463 ]
وقال آخرون : مورها : تشققها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( يوم تمور السماء مورا ) قال : يوم تشقق السماء .
وقوله : ( وتسير الجبال سيرا ) يقول : وتسير الجبال عن أماكنها من الأرض سيرا ، فتصير هباء منبثا .