القول في تأويل قوله تعالى : ( إن هذا لهو حق اليقين ( 95 ) فسبح باسم ربك العظيم ( 96 ) )
يقول - تعالى ذكره - : إن هذا الذي أخبرتكم به - أيها الناس - من الخبر عن المقربين وأصحاب اليمين ، وعن المكذبين الضالين ، وما إليه صائرة أمورهم ( لهو حق اليقين ) يقول : لهو الحق من الخبر اليقين لا شك فيه . [ ص: 164 ]
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( إن هذا لهو حق اليقين ) قال : الخبر اليقين .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم إن هذا لهو حق اليقين ) حتى ختم ، إن الله - تعالى - ليس تاركا أحدا من خلقه حتى يوقفه على اليقين من هذا القرآن . فأما المؤمن فأيقن في الدنيا ، فنفعه ذلك يوم القيامة . وأما الكافر ، فأيقن يوم القيامة حين لا ينفعه .
واختلف أهل العربية في وجه إضافة الحق إلى اليقين ، والحق يقين ليقين ، فقال بعض نحويي البصرة ، قال : حق اليقين ، فأضاف الحق إلى اليقين ، كما قال ( وذلك دين القيمة ) أي ذلك دين الملة القيمة ، وذلك حق الأمر اليقين . قال : وأما هذا رجل السوء ، فلا يكون فيه : هذا الرجل السوء ، كما يكون في : الحق اليقين ؛ لأن السوء ليس بالرجل ، واليقين هو الحق . وقال بعض أهل الكوفة : اليقين نعت للحق كأنه قال : الحق اليقين ، والدين القيم ، فقد جاء مثله في كثير من الكلام والقرآن " ولدار الآخرة " " والدار الآخرة " قال : فإذا أضيف توهم به غير الأول .
وقوله : ( فسبح باسم ربك العظيم ) يقول - تعالى ذكره - : فسبح بتسمية ربك العظيم بأسمائه الحسنى .
آخر تفسير سورة الواقعة