[ ص: 520 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين    ( 30 ) ) 
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد  صلى الله عليه وسلم : ( قل ) يا محمد  لهؤلاء المشركين : ( أرأيتم ) أيها القوم العادلون بالله ( إن أصبح ماؤكم غورا   ) يقول : غائرا لا تناله الدلاء ( فمن يأتيكم بماء معين   ) يقول : فمن يجيئكم بماء معين ، يعني بالمعين : الذي تراه العيون ظاهرا 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن سعد ،  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ،  قوله : ( فمن يأتيكم بماء معين   ) يقول : بماء عذب . 
حدثنا ابن عبد الأعلى بن واصل ،  قال : ثني عبيد بن قاسم البزاز ،  قال : ثنا شريك ،  عن سالم ،  عن سعيد بن جبير  في قوله : ( إن أصبح ماؤكم غورا   ) لا تناله الدلاء ( فمن يأتيكم بماء معين   ) قال : الظاهر . 
حدثنا بشر ،  قال : ثنا يزيد ،  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة ،  قوله : ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا   ) : أي ذاهبا ( فمن يأتيكم بماء معين   ) قال : الماء المعين : الجاري . 
حدثت عن الحسين ،  قال : سمعت أبا معاذ  يقول : ثنا عبيد ،  قال : سمعت الضحاك  يقول ، في قوله : ( ماؤكم غورا   ) ذاهبا ( فمن يأتيكم بماء معين   ) جار . 
وقيل غورا ، فوصف الماء بالمصدر ، كما يقال : ليلة عم ، يراد : ليلة عامة . 
آخر تفسير سورة الملك 
				
						
						
