[ ص: 553 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( أم لكم كتاب فيه تدرسون    ( 37 ) إن لكم فيه لما تخيرون   ( 38 ) أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون   ( 39 ) ) 
يقول تعالى ذكره للمشركين به من قريش   : ألكم أيها القوم بتسويتكم بين المسلمين والمجرمين في كرامة الله كتاب نزل من عند الله أتاكم به رسول من رسله بأن لكم ما تخيرون ، فأنتم تدرسون فيه ما تقولون . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني يونس ،  قال : أخبرنا ابن وهب ،  قال : قال ابن زيد  في قوله : ( أم لكم كتاب فيه تدرسون   ) قال : فيه الذي تقولون ، تقرءونه : تدرسونه ، وقرأ : ( أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه   )  . . . إلى آخر الآية . 
وقوله : ( إن لكم فيه لما تخيرون   ) يقول جل ثناؤه : إن لكم في ذلك الذي تخيرون من الأمور لأنفسكم ، وهذا أمر من الله ، توبيخ لهؤلاء القوم وتقريع لهم فيما كانوا يقولون من الباطل ، ويتمنون من الأماني الكاذبة . 
وقوله : ( أم لكم ) فيه ( أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة   ) يقول : هل لكم أيمان علينا تنتهي بكم إلى يوم القيامة ، بأن لكم ما تحكمون ، أي : بأن لكم حكمكم ، ولكن الألف كسرت من "إن" لما دخل في الخبر اللام ، أي : هل لكم أيمان علينا بأن لكم حكمكم . 
				
						
						
