القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=29059_19785_19787_19790nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ( 17 )
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وإلى السماء كيف رفعت ( 18 )
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وإلى الجبال كيف نصبت ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وإلى الأرض كيف سطحت ( 20 ) ) .
يقول تعالى ذكره لمنكري قدرته على ما وصف في هذه السورة من العقاب والنكال الذي أعده لأهل عداوته ، والنعيم والكرامة التي أعدها لأهل ولايته : أفلا ينظر هؤلاء المنكرون قدرة الله على هذه الأمور ، إلى الإبل كيف خلقها وسخرها لهم وذللها وجعلها تحمل حملها باركة ، ثم تنهض به ، والذي خلق ذلك غير عزيز عليه أن يخلق ما وصف من هذه الأمور في الجنة والنار ، يقول جل ثناؤه : أفلا ينظرون إلى الإبل فيعتبرون بها ، ويعلمون أن القدرة التي قدر بها على خلقها ، لن يعجزه خلق ما شابهها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قال : لما نعت الله ما في الجنة ، عجب من ذلك أهل الضلالة ، فأنزل الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) فكانت الإبل من عيش العرب ومن حولهم .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، قال : ثنا
محمد بن جعفر ، قال : ثنا
شعبة ، عن
أبي إسحاق عمن سمع
شريحا يقول : اخرجوا بنا ننظر إلى الإبل كيف خلقت .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وإلى السماء كيف رفعت ) يقول جل ثناؤه : أفلا ينظرون أيضا إلى
[ ص: 389 ] السماء كيف رفعها الذي أخبركم أنه معد لأوليائه ما وصف ، ولأعدائه ما ذكر ، فيعلموا أن قدرته القدرة التي لا يعجزه فعل شيء أراد فعله .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وإلى الجبال كيف نصبت )
يقول : وإلى الجبال كيف أقيمت منتصبة لا تسقط ، فتنبسط في الأرض ، ولكنها جعلها بقدرته منتصبة جامدة ، لا تبرح مكانها ، ولا تزول عن موضعها .
وقد حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وإلى الجبال كيف نصبت ) تصاعد إلى الجبل الصيخود عامة يومك ، فإذا أفضيت إلى أعلاه ، أفضيت إلى عيون متفجرة ، وثمار متهدلة ثم لم تحرثه الأيدي ولم تعمله ، نعمة من الله ، وبلغة الأجل .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وإلى الأرض كيف سطحت ) يقول : وإلى الأرض كيف بسطت ، يقال : جبل مسطح : إذا كان في أعلاه استواء .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وإلى الأرض كيف سطحت ) ؛ أي : بسطت ، يقول : أليس الذي خلق هذا بقادر على أن يخلق ما أراد في الجنة .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=29059_19785_19787_19790nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ( 17 )
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ( 18 )
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ( 20 ) ) .
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِمُنْكِرِي قُدْرَتِهِ عَلَى مَا وَصَفَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ الْعِقَابِ وَالنَّكَالِ الَّذِي أَعَدَّهُ لِأَهْلِ عَدَاوَتِهِ ، وَالنَّعِيمِ وَالْكَرَامَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا لِأَهْلِ وِلَايَتِهِ : أَفَلَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ الْمُنْكِرُونَ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ الْأُمُورِ ، إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خَلَقَهَا وَسَخَّرَهَا لَهُمْ وَذَلَّلَهَا وَجَعَلَهَا تَحْمِلُ حَمْلَهَا بَارِكَةً ، ثُمَّ تَنْهَضُ بِهِ ، وَالَّذِي خَلَقَ ذَلِكَ غَيْرُ عَزِيزٍ عَلَيْهِ أَنْ يَخْلُقَ مَا وَصَفَ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ فَيَعْتَبِرُونَ بِهَا ، وَيَعْلَمُونَ أَنَّ الْقُدْرَةَ الَّتِي قَدَرَ بِهَا عَلَى خَلْقِهَا ، لَنْ يُعْجِزَهُ خَلْقُ مَا شَابَهَهَا .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : لَمَّا نَعَتَ اللَّهُ مَا فِي الْجَنَّةِ ، عَجِبَ مِنْ ذَلِكَ أَهْلُ الضَّلَالَةِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) فَكَانَتِ الْإِبِلُ مِنْ عَيْشِ الْعَرَبِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ .
حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : ثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ عَمَّنْ سَمِعَ
شُرَيْحًا يَقُولُ : اخْرُجُوا بِنَا نَنْظُرُ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ) يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : أَفَلَا يَنْظُرُونَ أَيْضًا إِلَى
[ ص: 389 ] السَّمَاءِ كَيْفَ رَفَعَهَا الَّذِي أَخْبَرَكُمْ أَنَّهُ مُعِدٌّ لِأَوْلِيَائِهِ مَا وَصَفَ ، وَلِأَعْدَائِهِ مَا ذَكَرَ ، فَيَعْلَمُوا أَنَّ قُدْرَتَهُ الْقُدْرَةُ الَّتِي لَا يُعَجِّزُهُ فِعْلُ شَيْءٍ أَرَادَ فِعْلَهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ )
يَقُولُ : وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ أُقِيمَتْ مُنْتَصِبَةٌ لَا تَسْقُطُ ، فَتَنْبَسِطُ فِي الْأَرْضِ ، وَلَكِنَّهَا جَعْلُهَا بِقُدْرَتِهِ مُنْتَصِبَةً جَامِدَةً ، لَا تَبْرَحُ مَكَانَهَا ، وَلَا تَزُولُ عَنْ مَوْضِعِهَا .
وَقَدْ حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ) تَصَاعَدُ إِلَى الْجَبَلِ الصَّيْخُودِ عَامَّةَ يَوْمِكَ ، فَإِذَا أَفْضَيْتَ إِلَى أَعْلَاهُ ، أَفْضَيْتَ إِلَى عُيُونٍ مُتَفَجِّرَةٍ ، وَثِمَارٍ مُتَهَدِّلَةٍ ثُمَّ لَمْ تَحْرُثْهُ الْأَيْدِي وَلَمْ تَعْمَلْهُ ، نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ ، وَبُلْغَةُ الْأَجَلِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) يَقُولُ : وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ بُسِطَتْ ، يُقَالُ : جَبَلٌ مُسَطَّحٌ : إِذَا كَانَ فِي أَعْلَاهُ اسْتِوَاءٌ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) ؛ أَيْ : بُسِطَتْ ، يَقُولُ : أَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ هَذَا بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مَا أَرَادَ فِي الْجَنَّةِ .