القول في تأويل قوله ( ولا تنسوا الفضل بينكم    ) 
قال أبو جعفر   : يقول - تعالى ذكره - : ولا تغفلوا ، أيها الناس ، الأخذ بالفضل بعضكم على بعض فتتركوه ، ولكن ليتفضل الرجل المطلق زوجته قبل مسيسها ، فيكمل لها تمام صداقها إن كان لم يعطها جميعه . وإن كان قد ساق إليها جميع ما كان فرض لها ، فليتفضل عليها بالعفو عما يجب له ويجوز له الرجوع به عليها ، وذلك نصفه . فإن شح الرجل بذلك وأبى إلا الرجوع بنصفه عليها ، فلتتفضل المرأة المطلقة عليه برد جميعه عليه ، إن كانت قد قبضته منه . وإن لم تكن قبضته ، فتعفو [ عن ] جميعه . فإن هما لم يفعلا ذلك وشحا وتركا ما ندبهما الله إليه - من أخذ أحدهما على صاحبه بالفضل - فلها نصف ما كان فرض لها في عقد النكاح وله نصفه . 
 [ ص: 165 ] وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
5364 - حدثنا أحمد بن حازم  قال : حدثنا أبو نعيم  قال : حدثنا ابن أبي ذئب  ، عن  سعيد بن جبير بن مطعم  ، عن أبيه جبير   : أنه دخل على  سعد بن أبي وقاص  فعرض عليه ابنة له فتزوجها ، فلما خرج طلقها وبعث إليها بالصداق . قال : قيل له : فلم تزوجتها؟ قال : عرضها علي فكرهت ردها! قيل : فلم تبعث بالصداق؟ قال : فأين الفضل؟ 
5365 - حدثنا أبو كريب  قال : حدثنا ابن أبي زائدة  ، عن ورقاء  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد   : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " . قال : إتمام الزوج الصداق ، أو ترك المرأة الشطر . 
5366 - حدثني محمد بن عمرو  قال : حدثنا أبو عاصم  ، عن عيسى  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد   : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " قال : إتمام الصداق ، أو ترك المرأة شطره  . 
5367 - حدثني المثنى  قال : حدثنا أبو حذيفة  قال : حدثنا شبل  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  مثله . 
5368 - حدثنا سفيان بن وكيع  قال : حدثنا أبي ، عن سفيان  ، عن ليث  ، عن مجاهد   : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " في هذا وفي غيره . 
5369 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا ابن أبي جعفر  ، عن أبيه ، عن الربيع  في قوله : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " قال : يقول ليتعاطفا . 
5370 - حدثنا بشر بن معاذ  قال : حدثنا  يزيد بن زريع  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة   : " ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير   " يرغبكم الله في المعروف ، ويحثكم على الفضل . 
 5371 - حدثنا يحيى بن أبي طالب  قال : حدثنا يزيد  قال : أخبرنا جويبر  ،  [ ص: 166 ] عن الضحاك  في قوله : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " قال : المرأة يطلقها زوجها وقد فرض لها ولم يدخل بها  ، فلها نصف الصداق . فأمر الله أن يترك لها نصيبها ، وإن شاء أن يتم المهر كاملا . وهو الذي ذكر الله : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " . 
5372 - حدثني موسى  قال : حدثنا عمرو  قال : حدثنا أسباط  ، عن  السدي   : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " حض كل واحد على الصلة - يعني الزوج والمرأة ، على الصلة . 
5373 - حدثني المثنى  قال : حدثنا  حبان بن موسى  قال : أخبرنا ابن المبارك  قال : أخبرنا يحيى بن بشر   : أنه سمع عكرمة  يقول في قول الله : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " وذلك الفضل هو النصف من الصداق ، وأن تعفو عنه المرأة للزوج أو يعفو عنه وليها . 
5374 - حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  في قوله : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " قال : يعفى عن نصف الصداق أو بعضه  . 
5375 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا مهران  وحدثني علي  قال : حدثنا زيد  جميعا ، عن سفيان   : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " قال : حث بعضهم على بعض في هذا وفي غيره ، حتى في عفو المرأة عن الصداق ، والزوج بالإتمام  . 
5376 - حدثني يحيى بن أبي طالب  قال : أخبرنا يزيد  قال : أخبرنا جويبر  ، عن الضحاك   : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " قال : المعروف  . 
5377 - حدثنا ابن البرقي  قال : حدثنا عمرو  ، عن سعيد  قال : سمعت تفسير هذه الآية : " ولا تنسوا الفضل بينكم   " قال : لا تنسوا الإحسان  . 
				
						
						
