القول في تأويل ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ( 250 ) ) قوله تعالى (
قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " ولما برزوا لجالوت وجنوده " ولما برز طالوت وجنوده لجالوت وجنوده . [ ص: 354 ]
ومعنى قوله : " برزوا " صاروا بالبراز من الأرض ، وهو ما ظهر منها واستوى . ولذلك قيل للرجل القاضي حاجته : " تبرز " لأن الناس قديما في الجاهلية إنما كانوا يقضون حاجتهم في البراز من الأرض . وذلك كما قيل : " تغوط " ؛ لأنهم كانوا يقضون حاجتهم في " الغائط " من الأرض ، وهو المطمئن منها ، فقيل للرجل : " تغوط " أي صار إلى الغائط من الأرض .
وأما قوله : " ربنا أفرغ علينا صبرا " فإنه يعني أن طالوت وأصحابه قالوا : " ربنا أفرغ علينا صبرا " يعني أنزل علينا صبرا .
وقوله : " وثبت أقدامنا " يعني : وقو قلوبنا على جهادهم ؛ لتثبت أقدامنا فلا نهزم عنهم " وانصرنا على القوم الكافرين " الذين كفروا بك فجحدوك إلها وعبدوا غيرك ، واتخذوا الأوثان أربابا .