القول في تأويل قوله تعالى ( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات    ) 
قال أبو جعفر   : يعني - تعالى ذكره - بذلك : ولو أراد الله " ما اقتتل الذين من بعدهم " يعني من بعد الرسل الذين وصفهم بأنه فضل بعضهم على بعض ، ورفع بعضهم درجات ، وبعد عيسى ابن مريم ،  وقد جاءهم من الآيات بما فيه مزدجر لمن هداه الله ووفقه . 
ويعني بقوله : " من بعد ما جاءتهم البينات   " يعني : من بعد ما جاءهم من آيات الله ما أبان لهم الحق ، وأوضح لهم السبيل . 
وقد قيل : إن " الهاء " " والميم " في قوله : " من بعدهم " من ذكر موسى  وعيسى   . ذكر من قال ذلك : 
5758 - حدثنا بشر بن معاذ  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد ،  عن قتادة   : " ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات   " يقول : من بعد موسى  وعيسى   .  [ ص: 381 ] 
5759 - حدثت عن عمار  قال : حدثنا ابن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن الربيع  قوله : " ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات   " يقول : من بعد موسى  وعيسى   . 
				
						
						
