القول في تأويل قوله ( وهي خاوية على عروشها   )  
قال أبو جعفر   : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " وهي خاوية   " وهي خالية من أهلها وسكانها . 
يقال من ذلك : " خوت الدار تخوي خواء وخويا " وقد يقال للقرية : " خويت " والأول أعرب وأفصح . وأما في المرأة إذا كانت نفساء فإنه يقال : " خويت تخوى خوى " منقوصا ، وقد يقال فيها : " خوت تخوي ، كما يقال في  [ ص: 445 ] الدار . وكذلك : " خوي الجوف يخوى خوى شديدا " ولو قيل في الجوف ما قيل في الدار وفي الدار ما قيل في الجوف كان صوابا ، غير أن الفصيح ما ذكرت . 
وأما " العروش " فإنها الأبنية والبيوت ، واحدها " عرش " وجمع قليله " أعرش " . 
وكل بناء فإنه " عرش " . ويقال : " عرش فلان دارا يعرش ويعرش عرشا " ومنه قول الله - تعالى ذكره - : ( وما كانوا يعرشون   ) [ سورة الأعراف : 137 ] يعني يبنون ، ومنه قيل : " عريش مكة   " يعني به : خيامها وأبنيتها . 
وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك . 
5906 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثني حجاج  قال : قال  ابن جريج  ، قال ابن عباس   : " خاوية " خراب قال  ابن جريج   : بلغنا أن عزيرا  خرج فوقف على بيت المقدس  وقد خربه بختنصر  ، فوقف  [ ص: 446 ] فقال : أبعد ما كان لك من القدس والمقاتلة والمال ما كان ! فحزن . 
5907 - حدثت عن الحسين  قال : سمعت أبا معاذ  قال : حدثنا عبيد بن سليمان  قال : سمعت الضحاك  يقول في قوله : " وهي خاوية على عروشها " قال : هي خراب . 
5908 - حدثت عن عمار  قال : حدثنا ابن أبي جعفر  ، عن أبيه ، عن الربيع  قال : مر عليها عزير  وقد خربها بختنصر   . 
5909 - حدثني موسى  قال : حدثنا عمرو  قال : حدثنا أسباط  ، عن  السدي   : " وهي خاوية على عروشها   " يقول : ساقطة على سقفها . 
				
						
						
