القول في تأويل قوله ( والله يضاعف لمن يشاء )
قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( والله يضاعف لمن يشاء ) . فقال بعضهم : الله يضاعف لمن يشاء من عباده أجر حسناته . يعد الذي أعطى غير منفق في سبيله دون ما وعد المنفق في سبيله من تضعيف الواحدة سبعمائة . فأما المنفق في سبيله فلا ينقصه عما وعده من تضعيف السبعمائة بالواحدة .
ذكر من قال ذلك :
6032 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا أبو زهير ، عن جويبر ، عن الضحاك قال : هذا يضاعف لمن أنفق في سبيل الله - يعني السبعمائة - [ ص: 516 ] ( والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) ، يعني لغير المنفق في سبيله .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : والله يضاعف لمن يشاء من المنفقين في سبيله على السبعمائة إلى ألفي ألف ضعف . وهذا قول ذكر عن ابن عباس من وجه لم أجد إسناده ، فتركت ذكره .
قال أبو جعفر : والذي هو أولى بتأويل قوله : ( والله يضاعف لمن يشاء ) والله يضاعف على السبعمائة إلى ما يشاء من التضعيف لمن يشاء من المنفقين في سبيله ؛ لأنه لم يجر ذكر الثواب والتضعيف لغير المنفق في سبيل الله ، فيجوز لنا توجيه ما وعد - تعالى ذكره - في هذه الآية من التضعيف إلى أنه عدة منه على [ العمل في غير سبيله أو ] على غير النفقة في سبيل الله .