القول في لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) تأويل قوله تعالى (
قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : لا يكلف الله نفسا فيتعبدها إلا بما يسعها ، فلا يضيق عليها ولا يجهدها . [ ص: 130 ]
وقد بينا فيما مضى قبل أن " الوسع " اسم من قول القائل : " وسعني هذا الأمر " مثل " الجهد " و " الوجد " من : " جهدني هذا الأمر " و " وجدت منه " كما : -
6502 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله قال حدثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " قال : هم المؤمنون ، وسع الله عليهم أمر دينهم ، فقال الله - جل ثناؤه - : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) [ سورة الحج : 78 ] ، وقال : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) [ سورة البقرة : 185 ] ، وقال : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) [ سورة التغابن : 16 ] .
6503 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن عن ابن جريج الزهري ، عن قال : لما نزلت ، ضج المؤمنون منها ضجة وقالوا : يا رسول الله ، هذا نتوب من عمل اليد والرجل واللسان ! كيف نتوب من الوسوسة ؟ كيف نمتنع منها ؟ فجاء عبد الله بن عباس جبريل - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " إنكم لا تستطيعون أن تمتنعوا من الوسوسة .
6504 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط عن : " السدي لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " وسعها طاقتها . وكان حديث النفس مما لم يطيقوا .