القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28974_19572_19476_30488_23468تأويل قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=17الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين )
قال
أبو جعفر : يعني بقوله : " الصابرين " الذين صبروا في البأساء والضراء وحين البأس .
ويعني ب " الصادقين " الذين صدقوا الله في قولهم بتحقيقهم الإقرار به وبرسوله وما جاء به من عنده ، بالعمل بما أمره به والانتهاء عما نهاه عنه .
ويعني ب " القانتين " المطيعين له .
وقد أتينا على الإبانة عن كل هذه الحروف ومعانيها بالشواهد على صحة ما قلنا فيها ، وبالأخبار عمن قال فيها قولا فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وقد كان
قتادة يقول في ذلك بما : -
6752 - حدثنا به
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد عن
قتادة [ ص: 265 ] قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=17الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين " " الصادقين " : قوم صدقت أفواههم واستقامت قلوبهم وألسنتهم ، وصدقوا في السر والعلانية " والصابرين " قوم صبروا على طاعة الله ، وصبروا عن محارمه " والقانتون " هم المطيعون لله .
وأما " المنفقون " فهم المؤتون زكوات أموالهم ، وواضعوها على ما أمرهم الله بإتيانها ، والمنفقون أموالهم في الوجوه التي أذن الله لهم - جل ثناؤه - بإنفاقها فيها .
وأما " الصابرين " و " الصادقين " وسائر هذه الحروف ، فمخفوض ردا على قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=16الذين يقولون ربنا إننا آمنا " والخفض في هذه الحروف يدل على أن قوله : " الذين يقولون " خفض ، ردا على قوله : " للذين اتقوا عند ربهم " .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28974_19572_19476_30488_23468تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=17الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي بِقَوْلِهِ : " الصَّابِرِينَ " الَّذِينَ صَبَرُوا فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ .
وَيَعْنِي بِ " الصَّادِقِينَ " الَّذِينَ صَدَقُوا اللَّهَ فِي قَوْلِهِمْ بِتَحْقِيقِهِمُ الْإِقْرَارَ بِهِ وَبِرَسُولِهِ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِهِ ، بِالْعَمَلِ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ وَالِانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَاهُ عَنْهُ .
وَيَعْنِي بِ " الْقَانِتِينَ " الْمُطِيعِينَ لَهُ .
وَقَدْ أَتَيْنَا عَلَى الْإِبَانَةِ عَنْ كُلِّ هَذِهِ الْحُرُوفِ وَمَعَانِيهَا بِالشَّوَاهِدِ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا فِيهَا ، وَبِالْأَخْبَارِ عَمَّنْ قَالَ فِيهَا قَوْلًا فِيمَا مَضَى ، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ .
وَقَدْ كَانَ
قَتَادَةُ يَقُولُ فِي ذَلِكَ بِمَا : -
6752 - حَدَّثَنَا بِهِ
بِشْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ عَنْ
قَتَادَةَ [ ص: 265 ] قَوْلَهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=17الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ " " الصَّادِقِينَ " : قَوْمٌ صَدَقَتْ أَفْوَاهُهُمْ وَاسْتَقَامَتْ قُلُوبُهُمْ وَأَلْسِنَتُهُمْ ، وَصَدَقُوا فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ " وَالصَّابِرِينَ " قَوْمٌ صَبَرُوا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ ، وَصَبَرُوا عَنْ مَحَارِمِهِ " وَالْقَانِتُونَ " هُمُ الْمُطِيعُونَ لِلَّهِ .
وَأَمَّا " الْمُنْفِقُونَ " فَهُمُ الْمُؤْتُونَ زِكْوَاتِ أَمْوَالِهِمْ ، وَوَاضِعُوهَا عَلَى مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِإِتْيَانِهَا ، وَالْمُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي الْوُجُوهِ الَّتِي أَذِنَ اللَّهُ لَهُمْ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - بِإِنْفَاقِهَا فِيهَا .
وَأَمَّا " الصَّابِرِينَ " وَ " الصَّادِقِينَ " وَسَائِرِ هَذِهِ الْحُرُوفِ ، فَمَخْفُوضٌ رَدًّا عَلَى قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=16الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا " وَالْخَفْضُ فِي هَذِهِ الْحُرُوفِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : " الَّذِينَ يَقُولُونَ " خَفْضٌ ، رَدًّا عَلَى قَوْلِهِ : " لِلَّذِينِ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ " .