[ ص: 280 ] القول في تأويل قوله ( فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن   ) 
 قال أبو جعفر   : يعني بذلك - جل ثناؤه - : فإن حاجك : يا محمد ،  النفر من نصارى  أهل نجران   في أمر عيسى  صلوات الله عليه ، فخاصموك فيه بالباطل ، فقل : انقدت لله وحده بلساني وقلبي وجميع جوارحي . وإنما خص جل ذكره بأمره بأن يقول : " أسلمت وجهي لله " لأن الوجه أكرم جوارح ابن آدم  عليه ، وفيه بهاؤه وتعظيمه ، فإذا خضع وجهه لشيء ، فقد خضع له الذي هو دونه في الكرامة عليه من جوارح بدنه . 
وأما قوله : " ومن اتبعني " فإنه يعني : وأسلم من اتبعني أيضا وجهه لله معي . و " من " معطوف بها على " التاء " في " أسلمت " كما : - 
6773 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا سلمة  عن ابن إسحاق  عن محمد بن جعفر بن الزبير   : " فإن حاجوك " أي : بما يأتونك به من الباطل من قولهم : " خلقنا ، وفعلنا ، وجعلنا ، وأمرنا " فإنما هي شبه باطلة قد عرفوا ما فيها من الحق " فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني   " . 
				
						
						
