القول في تأويل قوله ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم ها ( 66 ) )
قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " ها أنتم " القوم الذين [ قالوا في إبراهيم ما قالوا " حاججتم " ] ، خاصمتم وجادلتم " فيما لكم به علم " من أمر دينكم الذي وجدتموه في كتبكم ، وأتتكم به رسل الله من عنده ، وفي غير ذلك مما أوتيتموه وثبتت عندكم صحته " فلم تحاجون " يقول : فلم تجادلون وتخاصمون " فيما ليس لكم به علم " يعني : في الذي لا علم لكم به من أمر إبراهيم ودينه ، ولم تجدوه في كتب الله ، ولا أتتكم به أنبياؤكم ، ولا شاهدتموه فتعلموه ؟ كما : -
7208 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن : " السدي ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم [ ص: 493 ] أما " الذي لهم به علم " فما حرم عليهم وما أمروا به . وأما " الذي ليس لهم به علم " فشأن إبراهيم .
7209 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم " يقول : فيما شهدتم ورأيتم وعاينتم " فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم " فيما لم تشاهدوا ولم تروا ولم تعاينوا " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .
7210 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع مثله .
وقوله : " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " يقول : والله يعلم ما غاب عنكم فلم تشاهدوه ولم تروه ، ولم تأتكم به رسله من أمر إبراهيم وغيره من الأمور ومما تجادلون فيه ، لأنه لا يغيب عنه شيء ، ولا يعزب عنه علم شيء في السموات ولا في الأرض " وأنتم لا تعلمون " من ذلك إلا ما عاينتم فشاهدتم ، أو أدركتم علمه بالإخبار والسماع .