( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ( 82 ) وما أعجلك عن قومك ياموسى ( 83 ) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ( 84 ) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( 85 ) )
( وإني لغفار لمن تاب ) قال ابن عباس : تاب من الشرك ، ( وآمن ) ووحد الله وصدقه ، ( وعمل صالحا ) أدى الفرائض ، ( ثم اهتدى ) قال عطاء عن ابن عباس : علم أن ذلك توفيق من الله .
وقال قتادة : يعني لزم الإسلام حتى مات عليه . وسفيان الثوري
قال الشعبي ، ومقاتل ، والكلبي : علم أن لذلك ثوابا .
وقال : تعلم العلم ليهتدي به كيف يعمل . زيد بن أسلم
قال الضحاك : استقام . وقال سعيد بن جبير : أقام على السنة والجماعة . ( وما أعجلك ) أي : وما حملك على العجلة ، ( عن قومك ) وذلك أن موسى اختار من قومه سبعين رجلا حتى يذهبوا معه إلى الطور ، ليأخذوا التوراة ، فسار بهم ثم عجل موسى من بينهم شوقا إلى ربه عز وجل ، وخلف السبعين ، وأمرهم أن يتبعوه إلى الجبل ، فقال الله تعالى له : ( وما أعجلك عن قومك ياموسى ) قال مجيبا لربه تعالى : ( هم أولاء على أثري ) أي : هم بالقرب مني يأتون من بعدي ، ( وعجلت إليك رب لترضى ) لتزداد رضا . ( قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك ) أي : ابتلينا الذين خلفتهم مع هارون ، وكانوا ستمائة ألف ، فافتتنوا بالعجل غير اثني عشر ألفا ( من بعدك ) أي : من بعد انطلاقك إلى الجبل . [ ص: 289 ]
( وأضلهم السامري ) أي : دعاهم وصرفهم إلى عبادة العجل وأضافه إلى السامري لأنهم ضلوا بسببه .