( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى     ( 132 ) وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى    ( 133 ) ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى    ( 134 ) ) 
( وأمر أهلك بالصلاة    ) أي : قومك . وقيل : من كان على دينك ، كقوله تعالى : " وكان يأمر أهله بالصلاة    " ( مريم : 55 ) ، ( واصطبر عليها    ) أي اصبر على الصلاة ، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر . 
( لا نسألك رزقا    ) لا نكلفك أن ترزق أحدا من خلقنا ، ولا أن ترزق نفسك وإنما نكلفك عملا ( نحن نرزقك والعاقبة    ) الخاتمة الجميلة المحمودة ، ( للتقوى ) أي لأهل التقوى . قال ابن عباس    : الذين صدقوك واتبعوك واتقوني . 
وفي بعض المسانيد أن النبي صلى الله عليه وسلم : " كان إذا أصاب أهله ضر أمرهم بالصلاة  وتلا هذه الآية . قوله تعالى : ( وقالوا ) يعني المشركين ، ( لولا يأتينا بآية من ربه    ) أي : الآية المقترحة فإنه كان قد أتاهم بآيات كثيرة ، ( أولم تأتهم بينة    ) قرأ أهل المدينة  والبصرة  وحفص  عن عاصم    : " تأتهم " لتأنيث البينة ، وقرأ الآخرون بالياء لتقدم الفعل ، ولأن البينة هي البيان فرد إلى المعنى ، ( بينة ما في الصحف الأولى    ) أي : بيان ما فيها ، وهو القرآن أقوى دلالة وأوضح آية . 
وقيل : أولم يأتهم بيان ما في الصحف الأولى : التوراة ، والإنجيل ، وغيرهما من أنباء الأمم أنهم اقترحوا الآيات ، فلما أتتهم ولم يؤمنوا بها ، كيف عجلنا لهم العذاب والهلاك ، فما يؤمنهم إن أتتهم الآية أن يكون حالهم كحال أولئك . ( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله    ) من قبل إرسال الرسول وإنزال القرآن ، ( لقالوا ربنا لولا    )   [ ص: 305 ] هلا ( أرسلت إلينا رسولا    ) يدعونا ، أي : لقالوا يوم القيامة ، ( فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى    ) بالعذاب ، والذل ، والهوان ، والخزي ، والافتضاح . 
				
						
						
