[ ص: 368 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=28993_18682ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ( 11 ) )
( ثاني عطفه ) أي متبخترا لتكبره وقال
مجاهد ،
وقتادة : لاوي عنقه قال
عطية ،
وابن زيد : معرضا عما يدعى إليه تكبرا وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : يعرض عن الحق تكبرا والعطف : الجانب وعطفا الرجل جانباه عن يمين وشمال وهو الموضع الذي يعطفه الإنسان أي يلويه ويميله عند الإعراض عن الشيء نظيره قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=7وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا ) ( لقمان 7 ) ، وقال تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=5وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ) ( المنافقون 5 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9ليضل عن سبيل الله ) عن دين الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9له في الدنيا خزي ) عذاب وهوان وهو القتل ببدر فقتل
النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط يوم
بدر صبرا (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) ويقال له (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد ) فيعذبهم بغير ذنب وهو جل ذكره على أي وجه شاء تصرف في عبده فحكمه عدل وهو غير ظالم قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11ومن الناس من يعبد الله على حرف ) الآية نزلت في قوم من الأعراب كانوا يقدمون
المدينة مهاجرين من باديتهم فكان أحدهم إذا قدم
المدينة فصح بها جسمه ونتجت بها فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته غلاما وكثر ماله قال هذا دين حسن وقد أصبت فيه خيرا واطمأن إليه وإن أصابه مرض وولدت امرأته جارية وأجهضت رماكه وقل ماله ، قال ما أصبت منذ دخلت في هذا الدين إلا شرا فينقلب عن دينه وذلك الفتنة فأنزل الله عز وجل
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11ومن الناس من يعبد الله على حرف ) أكثر المفسرين قالوا على شك وأصله من حرف الشيء وهو طرفه نحو حرف الجبل والحائط الذي كالقائم عليه غير مستقر فقيل للشاك في الدين إنه يعبد الله على حرف لأنه على طرف وجانب من الدين لم يدخل فيه على الثبات والتمكن وأصله كالقائم على حرف الجبل مضطرب غير مستقر يعرض أن يقع في أحد جانبي الطرف لضعف قيامه ولو عبدوا الله في الشكر على السراء والصبر على الضراء لم يكونوا على حرف قال
الحسن : هو المنافق
[ ص: 369 ] يعبده بلسانه دون قلبه (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11فإن أصابه خير ) صحة في جسمه وسعة في معيشته ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11اطمأن به ) أي رضي به وسكن إليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11وإن أصابته فتنة ) بلاء في جسده وضيق في معيشته ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11انقلب على وجهه ) ارتد ورجع على عقبه إلى الوجه الذي كان عليه من الكفر (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11خسر الدنيا ) يعني هذا الشاك خسر الدنيا بفوات ما كان يؤمل ، ( والآخرة ) بذهاب الدين والخلود في النار قرأ
يعقوب " خاسر " بالألف والآخرة جر (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11ذلك هو الخسران المبين ) الظاهر
[ ص: 368 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=28993_18682ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ( 9 )
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ( 11 ) )
( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) أَيْ مُتَبَخْتِرًا لِتَكَبُّرِهِ وَقَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ : لَاوِيَ عُنُقِهِ قَالَ
عَطِيَّةُ ،
وَابْنُ زَيْدٍ : مُعْرِضًا عَمَّا يُدْعَى إِلَيْهِ تَكَبُّرًا وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : يُعْرِضُ عَنِ الْحَقِّ تَكَبُّرًا وَالْعِطْفُ : الْجَانِبُ وَعِطْفَا الرَّجُلِ جَانِبَاهُ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَعْطِفُهُ الْإِنْسَانُ أَيْ يَلْوِيهِ وَيُمِيلُهُ عِنْدَ الْإِعْرَاضِ عَنِ الشَّيْءِ نَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=7وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا ) ( لُقْمَانُ 7 ) ، وَقَالَ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=5وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ ) ( المُنَافِقُونَ 5 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) عَنْ دِينِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ) عَذَابٌ وَهَوَانٌ وَهُوَ الْقَتْلُ بِبَدْرٍ فَقُتِلَ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ يَوْمَ
بَدْرٍ صَبْرًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ) وَيُقَالُ لَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) فَيُعَذِّبُهُمْ بِغَيْرِ ذَنْبٍ وَهُوَ جَلَّ ذِكْرُهُ عَلَى أَيِّ وَجْهٍ شَاءَ تَصَرَّفَ فِي عَبْدِهِ فَحُكْمُهُ عَدْلٌ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ) الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ مِنَ الْأَعْرَابِ كَانُوا يَقْدَمُونَ
الْمَدِينَةَ مُهَاجِرِينَ مِنْ بَادِيَتِهِمْ فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا قَدِمَ
الْمَدِينَةَ فَصَحَّ بِهَا جِسْمُهُ وَنُتِجَتْ بِهَا فَرَسُهُ مُهْرًا حَسَنًا وَوَلَدَتِ امْرَأَتُهُ غُلَامًا وَكَثُرَ مَالُهُ قَالَ هَذَا دِينٌ حَسَنٌ وَقَدْ أَصَبْتُ فِيهِ خَيْرًا وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ وَإِنْ أَصَابَهُ مَرَضٌ وَوَلَدَتِ امْرَأَتُهُ جَارِيَةً وَأُجْهِضَتْ رِمَاكُهُ وَقَلَّ مَالُهُ ، قَالَ مَا أَصَبْتُ مُنْذُ دَخَلْتُ فِي هَذَا الدِّينِ إِلَّا شَرًّا فَيَنْقَلِبُ عَنْ دِينِهِ وَذَلِكَ الْفِتْنَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ) أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ قَالُوا عَلَى شَكٍّ وَأَصْلُهُ مِنْ حَرْفِ الشَّيْءِ وَهُوَ طَرَفُهُ نَحْوُ حَرْفِ الْجَبَلِ وَالْحَائِطِ الَّذِي كَالْقَائِمِ عَلَيْهِ غَيْرُ مُسْتَقِرٍّ فَقِيلَ لِلشَّاكِّ فِي الدِّينِ إِنَّهُ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ لِأَنَّهُ عَلَى طَرَفٍ وَجَانِبٍ مِنَ الدِّينِ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ عَلَى الثَّبَاتِ وَالتَّمَكُّنِ وَأَصْلُهُ كَالْقَائِمِ عَلَى حَرْفِ الْجَبَلِ مُضْطَرِبٌ غَيْرُ مُسْتَقِرٍّ يَعْرِضُ أَنْ يَقَعَ فِي أَحَدِ جَانِبَيِ الطَّرَفِ لِضَعْفِ قِيَامِهِ وَلَوْ عَبَدُوا اللَّهَ فِي الشُّكْرِ عَلَى السَّرَّاءِ وَالصَّبْرِ عَلَى الضَّرَّاءِ لَمْ يَكُونُوا عَلَى حَرْفٍ قَالَ
الْحَسَنُ : هُوَ الْمُنَافِقُ
[ ص: 369 ] يَعْبُدُهُ بِلِسَانِهِ دُونَ قَلْبِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ) صِحَّةٌ فِي جِسْمِهِ وَسِعَةٌ فِي مَعِيشَتِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11اطْمَأَنَّ بِهِ ) أَيْ رَضِيَ بِهِ وَسَكَنَ إِلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ) بَلَاءٌ فِي جَسَدِهِ وَضِيقٌ فِي مَعِيشَتِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ) ارْتَدَّ وَرَجَعَ عَلَى عَقِبِهِ إِلَى الْوَجْهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11خَسِرَ الدُّنْيَا ) يَعْنِي هَذَا الشَّاكُّ خَسِرَ الدُّنْيَا بِفَوَاتِ مَا كَانَ يُؤَمِّلُ ، ( وَالْآخِرَةَ ) بِذَهَابِ الدِّينِ وَالْخُلُودِ فِي النَّارِ قَرَأَ
يَعْقُوبُ " خَاسِرَ " بِالْأَلْفِ وَالْآخِرَةِ جَرٌّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=11ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) الظَّاهِرُ