قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون بل قالوا مثل ما قال الأولون قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون [ ص: 134 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أي جعلهما مختلفين ؛ كقولك : لك الأجر والصلة ؛ أي إنك تؤجر وتوصل ؛ قاله
الفراء . وقيل : اختلافهما نقصان أحدهما وزيادة الآخر . وقيل : اختلافهما في النور والظلمة . وقيل : تكررهما يوما بعد ليلة وليلة بعد يوم . ويحتمل خامسا : اختلاف ما مضى فيهما من سعادة وشقاء وضلال وهدى .
أفلا تعقلون كنه قدرته ، وربوبيته ، ووحدانيته ، وأنه لا يجوز أن يكون له شريك من خلقه ، وأنه قادر على البعث . ثم عيرهم بقولهم وأخبر عنهم أنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81قالوا مثل ما قال الأولون قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون هذا لا يكون ولا يتصور .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل أي من قبل مجيء
محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فلم نر له حقيقة . إن هذا أي ما هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83إلا أساطير الأولين أي أباطيلهم وترهاتهم ؛ وقد تقدم هذا كله . قال الله تعالى قل يا
محمد جوابا لهم عما قالوه
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=84لمن الأرض ومن فيها يخبر بربوبيته ، ووحدانيته ، وملكه الذي لا يزول ، وقدرته التي لا تحول ؛ ف
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=85سيقولون لله ولا بد لهم من ذلك . ف
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=85قل أفلا تذكرون أي أفلا تتعظون وتعلمون أن من قدر على خلق ذلك ابتداء فهو على إحياء الموتى بعد موتهم قادر .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=86قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون يريد أفلا تخافون حيث تجعلون لي ما تكرهون ؛ زعمتم أن الملائكة بناتي ، وكرهتم لأنفسكم البنات .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88قل من بيده ملكوت كل شيء يريد السماوات وما فوقها وما بينهن ، والأرضين وما تحتهن وما بينهن ، وما لا يعلمه أحد إلا هو . وقال
مجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88ملكوت كل شيء خزائن كل شيء .
الضحاك : ملك كل شيء . والملكوت من صفات المبالغة كالجبروت والرهبوت ؛ وقد مضى في ( الأنعام ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88وهو يجير ولا يجار عليه أي يمنع ولا يمنع منه . وقيل : يجير يؤمن من شاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88ولا يجار عليه أي لا يؤمن من أخافه . ثم قيل : هذا في الدنيا ؛ أي من أراد الله إهلاكه وخوفه لم يمنعه منه مانع ، ومن أراد نصره وأمنه لم يدفعه من نصره وأمنه دافع . وقيل : هذا في الآخرة ، أي لا يمنعه من مستحق الثواب مانع ولا يدفعه عن مستوجب العذاب دافع .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=89فأنى تسحرون أي فكيف تخدعون وتصرفون عن طاعته وتوحيده . أو كيف يخيل إليكم أن تشركوا به ما لا يضر ولا ينفع ! والسحر هو التخييل . وكل هذا احتجاج على العرب المقرين بالصانع وقرأ
أبو عمرو ( سيقولون لله ) في الموضعين الأخيرين ؛ وهي قراءة أهل
[ ص: 135 ] العراق . الباقون لله ، ولا خلاف في الأول أنه لله ؛ لأنه جواب ل ( قل لمن الأرض ومن فيها ) فلما تقدمت اللام في لمن رجعت في الجواب . ولا خلاف أنه مكتوب في جميع المصاحف بغير ألف . وأما من قرأ ( سيقولون لله ) فلأن السؤال بغير لام فجاء الجواب على لفظه ، وجاء في الأول لله لما كان السؤال باللام . وأما من قرأ لله باللام في الأخيرين وليس في السؤال لام فلأن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=86قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم : قل لمن السماوات السبع ورب العرش العظيم . فكان الجواب لله ؛ حين قدرت اللام في السؤال . وعلة الثالثة كعلة الثانية . وقال الشاعر :
إذا قيل من رب المزالف والقرى ورب الجياد الجرد قلت لخالد
أي لمن المزالف .
ودلت هذه الآيات على
nindex.php?page=treesubj&link=19154جواز جدال الكفار وإقامة الحجة عليهم . وقد تقدم في ( البقرة ) . ونبهت على أن من ابتدأ بالخلق والاختراع والإيجاد والإبداع هو المستحق للألوهية والعبادة .