[ ص: 25 ]   ( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم    ( 15 ) ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم    ( 16 ) يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين    ( 17 ) ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم    ( 18 ) إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون    ( 19 ) ) 
قوله - عز وجل - : ( إذ تلقونه    ) تقولونه ، ( بألسنتكم ) قال مجاهد  ومقاتل    : يرويه بعضكم عن بعض . وقال الكلبي    : وذلك أن الرجل منهم يلقى الرجل فيقول بلغني كذا وكذا يتلقونه تلقيا ، وقال الزجاج    : يلقيه بعضكم إلى بعض ، وقرأت عائشة    " تلقونه " بكسر اللام وتخفيف القاف من الولق وهو الكذب ، ( وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا    ) تظنون أنه سهل لا إثم فيه ، ( وهو عند الله عظيم    ) في الوزر . ( ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك    ) هذا اللفظ هاهنا معناه التعجب ( هذا بهتان عظيم    ) أي : كذب عظيم يبهت ويتحير من عظمته . وفي بعض الأخبار أن أم أيوب  قالت  لأبي أيوب الأنصاري    : أما بلغك ما يقول الناس في عائشة ؟  فقال أبو أيوب    : سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت الآية على وفق قوله . ( يعظكم الله    ) قال ابن عباس  رضي الله عنهما : يحرم الله عليكم وقال مجاهد    : ينهاكم الله . ( أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين  ويبين الله لكم الآيات    ) في الأمر والنهي ، ( والله عليم ) بأمر عائشة  وصفوان ،    ( حكيم ) حكم ببراءتهما . قوله - عز وجل - : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة     ) يعني : تظهر ، ويذيع الزنا ، ( في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة    ) يعني عبد الله بن أبي  وأصحابه المنافقين ، والعذاب في الدنيا الحد ، وفي الآخرة النار ، ( والله يعلم ) كذبهم وبراءة عائشة   وما خاضوا فيه من سخط الله ( وأنتم لا تعلمون    ) 
				
						
						
