[ ص: 52 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ( 39 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ( 40 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39nindex.php?page=treesubj&link=28995_28902والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ) " السراب " الشعاع الذي يرى نصف النهار عند شدة الحر في البراري ، يشبه الماء الجاري على الأرض يظنه من رآه ماء ، فإذا قرب منه انفش فلم ير شيئا و " الآل " ما ارتفع من الأرض ، وهو شعاع يرى بين السماء والأرض بالغدوات شبه الملاءة يرفع فيه الشخوص يرى فيه الصغير كبيرا والقصير طويلا و " الرقراق " يكون بالعشايا ، وهو ما ترقرق من السراب ، أي جاء وذهب . و " القيعة " : جمع القاع وهو المنبسط الواسع من الأرض ، وفيه يكون السراب ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39يحسبه الظمآن ) أي : يتوهمه العطشان ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39ماء حتى إذا جاءه ) أي : جاء ما قد رأى أنه ماء . وقيل : جاء موضع السراب ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39لم يجده شيئا ) على ما قدره وحسبه كذلك الكافر يحسب أن عمله نافعه فإذا أتاه ملك الموت واحتاج إلى عمله لم يجد عمله أغنى منه شيئا ولا نفعه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39ووجد الله عنده ) أي : عند عمله ، أي : وجد الله بالمرصاد . وقيل : قدم على الله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39فوفاه حسابه ) أي جزاء عمله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39والله سريع الحساب nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40أو كظلمات ) وهذا مثل آخر ضربه الله لأعمال الكفار ، يقول : مثل أعمالهم من فسادها وجهالتهم فيها كظلمات ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40في بحر لجي ) وهو العميق الكثير الماء ، ولجة البحر : معظمه ، ( يغشاه ) يعلوه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40موج من فوقه موج ) متراكم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40من فوقه سحاب ) ، ، قرأ
ابن كثير برواية
القواس : " سحاب " بالرفع والتنوين ، ( ظلمات ) بالجر على البدل من قوله " أو كظلمات " . وروى
أبو الحسن البري عنه : " سحاب ظلمات " بالإضافة ، وقرأ الآخرون " سحاب ظلمات " ، كلاهما بالرفع والتنوين ، فيكون تمام الكلام عند قوله " سحاب " ثم ابتدأ فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40ظلمات بعضها فوق بعض ) ظلمة السحاب وظلمة الموج وظلمة البحر بعضها فوق بعض ، أي : ظلمة الموج على ظلمة البحر ، وظلمة الموج فوق الموج ، وظلمة السحاب على ظلمة الموج ، وأراد بالظلمات أعمال الكافر وبالبحر اللجي قلبه ، وبالموج ما يغشى قلبه من الجهل والشك والحيرة ، وبالسحاب الختم والطبع على قلبه .
[ ص: 53 ] قال
أبي بن كعب : في هذه الآية الكافر يتقلب في خمسة من الظلم : فكلامه ظلمة ، وعمله ظلمة ، ومدخله ظلمة ، ومخرجه ظلمة ، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة إلى النار .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40إذا أخرج ) يعني الناظر ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40يده لم يكد يراها ) يعني لم يقرب من أن يراها من شدة الظلمة . وقال
الفراء : " يكد " صلة ، أي : لم يرها ، قال المبرد : يعني لم يرها إلا بعد الجهد ، كما يقول القائل : ما كدت أراك من الظلمة وقد رآه ، ولكن بعد يأس وشدة . وقيل : معناه قرب من رؤيتها ولم يرها ، كما يقال : كاد النعام يطير . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) قال
ابن عباس : من لم يجعل الله له دينا وإيمانا فلا دين له . وقيل : من لم يهده الله فلا إيمان له ولا يهديه أحد . وقال
مقاتل : نزلت هذه الآية في
عتبة بن ربيعة بن أمية كان يلتمس الدين في الجاهلية ويلبس المسوح فلما جاء الإسلام كفر . والأكثرون على أنه عام في جميع الكفار .
[ ص: 52 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 39 )
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ( 40 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39nindex.php?page=treesubj&link=28995_28902وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ) " السَّرَابُ " الشُّعَاعُ الَّذِي يُرَى نِصْفَ النَّهَارِ عِنْدَ شِدَّةِ الْحَرِّ فِي الْبَرَارِيِّ ، يُشْبِهُ الْمَاءَ الْجَارِيَ عَلَى الْأَرْضِ يَظُنُّهُ مَنْ رَآهُ مَاءً ، فَإِذَا قَرُبَ مِنْهُ انْفَشَّ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا وَ " الْآلُ " مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ ، وَهُوَ شُعَاعٌ يُرَى بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ بِالْغَدَوَاتِ شِبْهُ الْمُلَاءَةِ يُرْفَعُ فِيهِ الشُّخُوصُ يُرَى فِيهِ الصَّغِيرُ كَبِيرًا وَالْقَصِيرُ طَوِيلًا وَ " الرَّقْرَاقُ " يَكُونُ بِالْعَشَايَا ، وَهُوَ مَا تَرَقْرَقَ مِنَ السَّرَابِ ، أَيْ جَاءَ وَذَهَبَ . وَ " الْقِيعَةُ " : جَمْعُ الْقَاعِ وَهُوَ الْمُنْبَسِطُ الْوَاسِعُ مِنَ الْأَرْضِ ، وَفِيهِ يَكُونُ السَّرَابُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ) أَيْ : يَتَوَهَّمُهُ الْعَطْشَانُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ ) أَيْ : جَاءَ مَا قَدْ رَأَى أَنَّهُ مَاءٌ . وَقِيلَ : جَاءَ مَوْضِعَ السَّرَابِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) عَلَى مَا قَدَّرَهُ وَحَسِبَهُ كَذَلِكَ الْكَافِرُ يَحْسَبُ أَنَّ عَمَلَهُ نَافِعُهُ فَإِذَا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَاحْتَاجَ إِلَى عَمَلِهِ لَمْ يَجِدْ عَمَلَهُ أَغْنَى مِنْهُ شَيْئًا وَلَا نَفَعَهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ ) أَيْ : عِنْدَ عَمَلِهِ ، أَيْ : وَجَدَ اللَّهَ بِالْمِرْصَادِ . وَقِيلَ : قَدِمَ عَلَى اللَّهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ) أَيْ جَزَاءَ عَمَلِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40أَوْ كَظُلُمَاتٍ ) وَهَذَا مَثَلٌ آخَرُ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِأَعْمَالِ الْكُفَّارِ ، يَقُولُ : مَثَلُ أَعْمَالِهِمْ مِنْ فَسَادِهَا وَجَهَالَتِهِمْ فِيهَا كَظُلُمَاتٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ ) وَهُوَ الْعَمِيقُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ ، وَلُجَّةُ الْبَحْرِ : مُعْظَمُهُ ، ( يَغْشَاهُ ) يَعْلُوهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) مُتَرَاكِمٌ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ) ، ، قَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ بِرِوَايَةِ
الْقَوَّاسِ : " سَحَابٌ " بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ ، ( ظُلُمَاتٍ ) بِالْجَرِّ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ قَوْلِهِ " أَوْ كَظُلُمَاتٍ " . وَرَوَى
أَبُو الْحَسَنِ الْبُرِّيُّ عَنْهُ : " سَحَابُ ظُلُمَاتٍ " بِالْإِضَافَةِ ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ " سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ " ، كِلَاهُمَا بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ ، فَيَكُونُ تَمَامُ الْكَلَامِ عِنْدَ قَوْلِهِ " سَحَابٌ " ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ) ظُلْمَةُ السَّحَابِ وَظُلْمَةُ الْمَوْجِ وَظُلْمَةُ الْبَحْرِ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ، أَيْ : ظُلْمَةُ الْمَوْجِ عَلَى ظُلْمَةِ الْبَحْرِ ، وَظُلْمَةُ الْمَوْجِ فَوْقَ الْمَوْجِ ، وَظُلْمَةُ السَّحَابِ عَلَى ظُلْمَةِ الْمَوْجِ ، وَأَرَادَ بِالظُّلُمَاتِ أَعْمَالَ الْكَافِرِ وَبِالْبَحْرِ اللُّجِّيِّ قَلْبَهُ ، وَبِالْمَوْجِ مَا يَغْشَى قَلْبَهُ مِنَ الْجَهْلِ وَالشَّكِّ وَالْحَيْرَةِ ، وَبِالسَّحَابِ الْخَتْمَ وَالطَّبْعَ عَلَى قَلْبِهِ .
[ ص: 53 ] قَالَ
أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَافِرُ يَتَقَلَّبُ فِي خَمْسَةٍ مِنَ الظُّلَمِ : فَكَلَامُهُ ظُلْمَةٌ ، وَعَمَلُهُ ظُلْمَةٌ ، وَمَدْخَلُهُ ظُلْمَةٌ ، وَمَخْرَجُهُ ظُلْمَةٌ ، وَمَصِيرُهُ إِلَى الظُّلُمَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى النَّارِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40إِذَا أَخْرَجَ ) يَعْنِي النَّاظِرَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ) يَعْنِي لَمْ يَقْرُبْ مِنْ أَنْ يَرَاهَا مِنْ شِدَّةِ الظُّلْمَةِ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : " يَكَدْ " صِلَةٌ ، أَيْ : لَمْ يَرَهَا ، قَالَ الْمُبَرِّدُ : يَعْنِي لَمْ يَرَهَا إِلَّا بَعْدَ الْجُهْدِ ، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ : مَا كِدْتُ أَرَاكَ مِنَ الظُّلْمَةِ وَقَدْ رَآهُ ، وَلَكِنْ بَعْدَ يَأْسٍ وَشِدَّةٍ . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ قَرُبَ مِنْ رُؤْيَتِهَا وَلَمْ يَرَهَا ، كَمَا يُقَالُ : كَادَ النَّعَامُ يَطِيرُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ دِينًا وَإِيمَانًا فَلَا دِينَ لَهُ . وَقِيلَ : مَنْ لَمْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا إِيمَانَ لَهُ وَلَا يَهْدِيهِ أَحَدٌ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ كَانَ يَلْتَمِسُ الدِّينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَيَلْبَسُ الْمُسُوحَ فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ كَفْرَ . وَالْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّهُ عَامٌّ فِي جَمِيعِ الْكُفَّارِ .