( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم    ( 63 ) ) 
( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا    ) قال ابن عباس  رضي الله عنهما : يقول احذروا دعاء الرسول عليكم إذا أسخطتموه ، فإن دعاءه موجب لنزول البلاء بكم ليس كدعاء غيره وقال مجاهد  وقتادة    : لا تدعوه باسمه كما يدعو بعضكم بعضا : يا محمد ،  يا عبد الله ، ولكن فخموه وشرفوه ، فقولوا : يا نبي الله  ، يا رسول الله ، في لين وتواضع . 
( قد يعلم الله الذين يتسللون    ) أي : يخرجون ) ( منكم لواذا ) أي : يستر بعضهم بعضا ويروغ في خيفة ، فيذهب " واللواذ " مصدر لاوذ يلاوذ ، ملاوذة ، ولواذا .   [ ص: 68 ] 
قيل : كان هذا في حفر الخندق ،  فكان المنافقون ينصرفون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مختفين . قال ابن عباس  رضي الله عنهما : " لواذا " أي : يلوذ بعضهم ببعض ، وذلك أن المنافقين كان يثقل عليهم المقام في المسجد يوم الجمعة واستماع خطبة النبي    - صلى الله عليه وسلم - فكانوا يلوذون ببعض أصحابه فيخرجون من المسجد في استتار . ومعنى قوله : ) ( قد يعلم الله ) للتهديد بالمجازاة . ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره    ) أي : أمره و " عن " صلة . وقيل : معناه يعرضون عن أمره وينصرفون عنه بغير إذنه . ( أن تصيبهم فتنة    ) أي لئلا تصيبهم فتنة ، قال مجاهد    : بلاء في الدنيا ، ( أو يصيبهم عذاب أليم    ) وجيع في الآخرة . وقيل : عذاب أليم عاجل في الدنيا . ثم عظم نفسه فقال : 
				
						
						
