[ ص: 130 ]   ( لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم    ( 201 ) فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون    ( 202 ) فيقولوا هل نحن منظرون    ( 203 ) أفبعذابنا يستعجلون    ( 204 ) أفرأيت إن متعناهم سنين    ( 205 ) ثم جاءهم ما كانوا يوعدون    ( 206 ) ( ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون    ( 207 ) وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون     ( 208 ) ذكرى وما كنا ظالمين    ( 209 ) وما تنزلت به الشياطين    ( 210 ) وما ينبغي لهم وما يستطيعون    ( 211 ) إنهم عن السمع لمعزولون    ( 212 ) فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين    ( 213 ) 
( لا يؤمنون به ) أي : بالقرآن ( حتى يروا العذاب الأليم    ) يعني : عند الموت . ) ( فيأتيهم ) يعني : العذاب ) ( بغتة ) فجأة ) ( وهم لا يشعرون ) به في الدنيا . ( فيقولوا هل نحن منظرون    ) أي : لنؤمن ونصدق ، يتمنون الرجعة والنظرة . قال مقاتل    : لما أوعدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعذاب ، قالوا : إلى متى توعدنا بالعذاب ؟ متى هذا العذاب ؟ قال الله تعالى : ( أفبعذابنا يستعجلون أفرأيت إن متعناهم سنين    ) كثيرة في الدنيا ، يعني : كفار مكة  ، ولم نهلكهم . ( ثم جاءهم ما كانوا يوعدون    ) يعني : بالعذاب . ( ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون    ) به في تلك السنين . والمعنى : أنهم وإن طال تمتعهم بنعيم الدنيا فإذا أتاهم العذاب لم يغن عنهم طول التمتع شيئا ، ويكون كأنهم لم يكونوا في نعيم قط . ( وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون    ) رسل ينذرونهم . ) ( ذكرى ) محلها نصب ، أي : ينذرونهم ، تذكرة ، وقيل : رفع أي : تلك ذكرى ( وما كنا ظالمين    ) في تعذيبهم حيث قدمنا الحجة عليهم وأعذرنا إليهم . ( وما تنزلت به الشياطين    ) وذلك أن المشركين كانوا يقولون إن الشياطين يلقون القرآن على لسان محمد    - صلى الله عليه وسلم - ، فقال جل ذكره : " وما تنزلت به " ، أي : بالقرآن ، الشياطين . ) ( وما ينبغي لهم ) أن ينزلوا بالقرآن ) ( وما يستطيعون ) ذلك . ) ( إنهم عن السمع ) أي : عن استراق السمع من السماء ) ( لمعزولون ) أي : محجوبون بالشهب مرجومون . ( فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين    ) قال ابن عباس    - رضي الله عنهما - : يحذر   [ ص: 131 ] به غيره ، يقول : أنت أكرم الخلق علي ولو اتخذت إلها غيري لعذبتك . 
				
						
						
