( قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين     ( 26 ) قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين    ( 27 ) ) 
( قالت إحداهما يا أبت استأجره    ) اتخذه أجيرا ليرعى أغنامنا ، ( إن خير من استأجرت القوي الأمين    ) يعني : خير من استعملت من قوي على العمل وأدى الأمانة ، فقال لها أبوها : وما علمك بقوته وأمانته ؟ قالت : أما قوته : فإنه رفع حجرا من رأس البئر لا يرفعه إلا عشرة . وقيل : إلا أربعون رجلا وأما أمانته : فإنه قال لي امشي خلفي حتى لا تصف الريح بدنك . 
( قال ) شعيب  عند ذلك : ( إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين    ) واسمها " صفورة    " و " ليا    " في قول شعيب الجبائي ،  وقال ابن إسحاق    : " صفورة    " و " شرقا    " وقال غيرهما : الكبرى " صفراء    " والصغرى " صفيراء    " . وقيل زوجه الكبرى . وذهب أكثرهم إلى أنه زوجه الصغرى منهما واسمها   [ ص: 203 ]   " صفورة    " ، وهي التي ذهبت لطلب موسى  ، ( على أن تأجرني ثماني حجج    ) يعني : أن تكون أجيرا لي ثمان سنين ، قال الفراء    : يعني : تجعل ثوابي من تزويجها أن ترعى غنمي ثماني حجج ، تقول العرب : آجرك الله بأجرك أي : أثابك ، والحجج : السنون ، واحدتها حجة ، ( فإن أتممت عشرا فمن عندك    ) أي : إن أتممت عشر سنين فذلك تفضل منك وتبرع ، ليس بواجب عليك ، ( وما أريد أن أشق عليك    ) أي : ألزمك تمام العشر إلا أن تتبرع ( ستجدني إن شاء الله من الصالحين    ) قال عمر    : يعني : في حسن الصحبة والوفاء بما قلت . 
				
						
						
