[ ص: 293 ]   ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير     ( 28 ) ( ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل  وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير    ( 29 ) ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير    ( 30 ) ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور    ( 31 ) وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور    ( 32 ) ) 
( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة    ) يعني كخلق نفس واحدة وبعثها لا يتعذر عليه شيء ( إن الله سميع بصير    ( ذلك بأن الله هو الحق    ) أي : ذلك الذي ذكرت لتعلموا أن الله هو الحق ( وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير  ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله    ) يريد أن ذلك من نعمة الله عليكم ( ليريكم من آياته    ) عجائبه ( إن في ذلك لآيات لكل صبار    ) على أمر الله ) ( شكور ) لنعمه . ( وإذا غشيهم موج كالظلل    ) قال مقاتل    : كالجبال . وقال الكلبي    : كالسحاب . والظلل جمع الظلة شبه بها الموج في كثرتها وارتفاعها ، وجعل الموج ، وهو واحد ، كالظلل وهي جمع ، لأن الموج يأتي منه شيء بعد شيء ( دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد    ) أي : عدل موف في البر بما عاهد الله عليه في البحر من التوحيد له ، يعني : ثبت على إيمانه .   [ ص: 294 ] 
نزلت في  عكرمة بن أبي جهل  هرب عام الفتح إلى البحر فجاءهم ريح عاصف ، فقال عكرمة    : لئن أنجاني الله من هذا لأرجعن إلى محمد    - صلى الله عليه وسلم - ولأضعن يدي في يده ، فسكنت الريح ، فرجع عكرمة  إلى مكة  فأسلم وحسن إسلامه وقال مجاهد    : فمنهم مقتصد في القول مضمر للكفر . وقال الكلبي    : مقتصد في القول ، أي : من الكفار ، لأن بعضهم كان أشد قولا وأغلى في الافتراء من بعض ( وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور    ) والختر أسوأ الغدر . 
				
						
						
