( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون     ( 11 ) ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون    ( 12 ) ) 
( قل يتوفاكم    ) يقبض أرواحكم ( ملك الموت الذي وكل بكم    ) أي : وكل بقبض أرواحكم وهو عزرائيل  ، والتوفي استيفاء العدد ، معناه أنه يقبض أرواحهم حتى لا يبقى أحد من العدد الذي كتب عليه الموت . وروي أن ملك الموت جعلت له الدنيا مثل راحة اليد يأخذ منها صاحبها ما أحب من غير مشقة ، فهو يقبض أنفس الخلق في مشارق الأرض ومغاربها ، وله أعوان من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب . وقال ابن عباس    : إن خطوة ملك الموت  ما بين المشرق والمغرب   . وقال مجاهد    : جعلت له الأرض مثل طست يتناول منها حيث يشاء . وفي بعض الأخبار : أن ملك الموت على معراج بين السماء والأرض فينزع أعوانه روح الإنسان فإذا بلغ ثغره نحره قبضه ملك الموت . 
وروى خالد بن معدان  عن معاذ بن جبل  قال : إن لملك الموت حربة تبلغ ما بين المشرق والمغرب ، وهو يتصفح وجوه الناس ، فما من أهل بيت إلا وملك الموت يتصفحهم في كل يوم مرتين ، فإذا رأى إنسانا قد انقضى أجله ضرب رأسه بتلك الحربة ، وقال : الآن يزار بك عسكر الأموات   . قوله : ( ثم إلى ربكم ترجعون    ) أي : تصيرون إليه أحياء فيجزيكم بأعمالكم . ( ولو ترى إذ المجرمون    ) المشركون ( ناكسو رءوسهم    ) مطأطؤ رءوسهم ( عند ربهم    ) حياء وندما ) ( ربنا ) أي : يقولون ربنا ) ( أبصرنا ) ما كنا به مكذبين ) ( وسمعنا ) منك تصديق ما أتتنا به رسلك . وقيل : أبصرنا معاصينا وسمعنا ما قيل فينا ) ( فارجعنا ) فأرددنا إلى الدنيا ( نعمل صالحا إنا موقنون    ) وجواب لو مضمر مجازه لرأيت العجب . 
				
						
						
