[ ص: 15 ]   ( إني آمنت بربكم فاسمعون    ( 25 ) قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون    ( 26 ) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين    ( 27 ) وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين    ( 28 ) إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون    ( 29 ) ) 
)   ( إني آمنت بربكم فاسمعون     ) يعني : فاسمعوا مني ، فلما قال ذلك وثب القوم عليه وثبة رجل واحد فقتلوه . 
قال ابن مسعود    : وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره . 
قال  السدي    : كانوا يرمونه بالحجارة وهو يقول : اللهم اهد قومي ، حتى قطعوه وقتلوه . 
وقال الحسن    : خرقوا خرقا في حلقة فعلقوه بسور من سور المدينة ،  وقبره بأنطاكية  فأدخله الله الجنة ، وهو حي فيها يرزق ، فذلك قوله عز وجل : ( قيل ادخل الجنة    ) ، فلما أفضى إلى الجنة ( قال يا ليت قومي يعلمون  بما غفر لي ربي    ) يعني : بغفران ربي لي ، ( وجعلني من المكرمين    ) تمنى أن يعلم قومه أن الله غفر له وأكرمه ؛ ليرغبوا في دين الرسل . 
فلما قتل حبيب  غضب الله له وعجل لهم النقمة ، فأمر جبريل    - عليه السلام - فصاح بهم صيحة واحدة ، فماتوا عن آخرهم ، فذلك قوله عز وجل : ( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء    ) يعني : الملائكة ، ( وما كنا منزلين    ) وما كنا نفعل هذا ، بل الأمر في إهلاكهم كان أيسر مما يظنون . 
وقيل : معناه " وما أنزلنا على قومه من بعده " أي : على قوم حبيب النجار  من بعد قتله من جند ، وما كنا ننزلهم على الأمم إذا أهلكناهم ، كالطوفان والصاعقة والريح . ثم بين عقوبتهم فقال تعالى : ( إن كانت إلا صيحة واحدة    ) ، وقرأ أبو جعفر    : صيحة واحدة بالرفع ، جعل الكون بمعنى الوقوع .   [ ص: 16 ] 
قال المفسرون : أخذ جبريل  بعضادتي باب المدينة ، ثم صاح بهم صيحة واحدة ( فإذا هم خامدون    ) ميتون . 
				
						
						
