[ ص: 63 ]   )   ( فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين     ( 157 ) وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون    ( 158 ) سبحان الله عما يصفون    ( 159 ) إلا عباد الله المخلصين    ( 160 ) فإنكم وما تعبدون    ( 161 ) ما أنتم عليه بفاتنين    ( 162 ) إلا من هو صال الجحيم    ( 163 ) وما منا إلا له مقام معلوم    ( 164 ) ) 
( فأتوا بكتابكم    ) الذي لكم فيه حجة ( إن كنتم صادقين    ) في قولكم . 
( وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا    ) قال مجاهد  وقتادة    : أراد بالجنة الملائكة ، سموا جنة لاجتنانهم عن الأبصار . 
وقال ابن عباس    : حي من الملائكة يقال لهم الجن ، ومنهم إبليس ، قالوا : هم بنات الله . 
وقال الكلبي    : قالوا - لعنهم الله - بل تزوج من الجن فخرج منها الملائكة تعالى الله عن ذلك ، وقد كان زعم بعض قريش  أن الملائكة بنات الله تعالى الله . فقال أبو بكر الصديق    : فمن أمهاتهم ؟ قالوا : سروات الجن . 
وقال الحسن    : معنى النسب أنهم أشركوا الشياطين في عبادة الله ، ( ولقد علمت الجنة أنهم    ) يعني قائلي هذا القول ) ( لمحضرون ) في النار ، ثم نزه نفسه عما قالوا فقال : 
( سبحان الله عما يصفون    ) ( إلا عباد الله المخلصين    ) هذا استثناء من المحضرين ، أي : أنهم لا يحضرون . 
قوله عز وجل : ) ( فإنكم ) يقول لأهل مكة    : ( وما تعبدون    ) من الأصنام . 
( ما أنتم عليه    ) على ما تعبدون ، ) ( بفاتنين ) بمضلين أحدا . 
( إلا من هو صال الجحيم    ) إلا من قدر الله أنه سيدخل النار ، أي : سبق له في علم الله الشقاوة . 
قوله عز وجل : ( وما منا إلا له مقام معلوم    ) يقول جبرائيل  للنبي - صلى الله عليه وسلم - وما منا معشر الملائكة إلا له مقام معلوم ، أي : ما منا ملك إلا له مقام معلوم في السماوات يعبد الله فيه . 
قال ابن عباس    : ما في السماوات موضع شبر إلا وعليه ملك يصلي أو يسبح   .   [ ص: 64 ] 
وروينا عن أبي ذر  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أطت السماء ، وحق لها أن تئط ، والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله   " 
قال  السدي    : إلا له مقام معلوم في القربة والمشاهدة . 
وقال أبو بكر الوراق    : إلا له مقام معلوم يعبد الله عليه ، كالخوف والرجاء والمحبة والرضا . 
				
						
						
