[ ص: 88 ]   ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب     ( 29 ) ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب    ( 30 ) إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد    ( 31 ) ) 
( كتاب أنزلناه إليك    ) أي : هذا الكتاب أنزلناه إليك ، ) ( مبارك ) كثير خيره ونفعه ، ) ( ليدبروا ) أي : ليتدبروا ، ) ( آياته ) وليتفكروا فيها . قرأ أبو جعفر    : " لتدبروا " بتاء واحدة وتخفيف الدال ، قال الحسن    : تدبر آياته : اتباعه ) ( وليتذكر ) ليتعظ ، ( أولو الألباب    ) . 
قوله عز وجل : ( ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد    ) . 
قال الكلبي    : غزا سليمان  أهل دمشق  ونصيبين  ، فأصاب منهم ألف فرس . 
وقال مقاتل    : ورث من أبيه داود  ألف فرس . 
وقال عوف  عن الحسن    : بلغني أنها كانت خيلا أخرجت من البحر لها أجنحة . 
قالوا : فصلى سليمان  الصلاة الأولى ، وقعد على كرسيه وهي تعرض عليه ، فعرضت عليه تسعمائة ، فتنبه لصلاة العصر فإذا الشمس قد غربت ، وفاتته الصلاة ، ولم يعلم بذلك فاغتم لذلك هيبة لله ، فقال : ردوها علي ، فردوها عليه ، فأقبل يضرب سوقها وأعناقها بالسيف تقربا إلى الله - عز وجل - وطلبا لمرضاته ، حيث اشتغل بها عن طاعته ، وكان ذلك مباحا له وإن كان حراما علينا ، كما أبيح لنا ذبح بهيمة الأنعام ، وبقي منها مائة فرس ، فما بقي في أيدي الناس اليوم من الخيل يقال من نسل تلك المائة . 
قال الحسن    : فلما عقر الخيل أبدله الله - عز وجل - خيرا منها وأسرع ، وهي الريح تجري بأمره كيف يشاء . 
وقال إبراهيم التيمي    : كانت عشرين فرسا . وعن عكرمة    : كانت عشرين ألف فرس ، لها أجنحة . 
قال الله تعالى : ( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد    ) " والصافنات " : هي الخيل القائمة   [ ص: 89 ] على ثلاث قوائم وأقامت واحدة على طرف الحافر من يد أو رجل ، يقال : صفن الفرس يصفن صفونا : إذا قام على ثلاثة قوائم ، وقلب أحد حوافره . وقيل : الصافن في اللغة القائم . وجاء في الحديث : " من سره أن يقوم له الرجال صفونا فليتبوأ مقعده من النار   " أي قياما . والجياد : الخيار السراع ، واحدها جواد . 
وقال ابن عباس    - رضي الله عنهما - : يريد الخيل السوابق . 
				
						
						
