[ ص: 134 ]   ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين    ( 74 ) وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين    ( 75 ) ) 
  ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض     ) أي : أرض الجنة . وهو قوله عز وجل : " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون    " ( الأنبياء - 105 ) ( نتبوأ ) ننزل ، ( من الجنة حيث نشاء    ) قال الله تعالى : ( فنعم أجر العاملين    ) ثواب المطيعين . 
( وترى الملائكة حافين من حول العرش    ) أي : محدقين محيطين بالعرش ، مطيفين بحوافيه أي : بجوانبه ، ( يسبحون بحمد ربهم    ) قيل : هذا تسبيح تلذذ لا تسبيح تعبد ؛ لأن التكليف يزول في ذلك اليوم ( وقضي بينهم بالحق    ) أي : قضي بين أهل الجنة والنار بالعدل ، ( وقيل الحمد لله رب العالمين    ) يقول أهل الجنة : شكرا لله ، حين تم وعد الله لهم . 
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي  ، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان  ، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني  ، حدثنا حميد بن زنجويه  ، حدثنا  عبيد الله بن موسى  ، حدثنا إسرائيل  ، عن أبي إسحاق  عن أبي الأحوص  عن عبد الله  قال : إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلا فمر بأثر غيث فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات ، فقال : عجبت من الغيث الأول فهذا أعجب منه وأعجب ، فقيل له : إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن ، وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات مثل ال حم في القرآن   . 
أخبرنا أبو سعيد الشريحي  ، أخبرنا  أبو إسحاق الثعلبي  ، أخبرنا أبو محمد الرومي  ، حدثنا أبو العباس السراج  ، حدثنا قتيبة  ، حدثنا ابن لهيعة  ، عن يزيد بن أبي حبيب  أن الجراح بن أبي الجراح  حدثه عن ابن عباس  قال : لكل شيء لباب ولباب القرآن الحواميم    . وقال ابن مسعود    : إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن   . وقال سعد بن إبراهيم    : كن - آل حم - يسمين العرائس . 
				
						
						
