[ ص: 224 ]   ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم    ( 84 ) وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون    ( 85 ) ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون    ( 86 ) ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون    ( 87 ) وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون    ( 88 ) فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون    ( 89 ) ) 
  ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله    )    [ قال قتادة    : يعبد في السماء وفي الأرض لا إله إلا هو ] ( وهو الحكيم    ) في تدبير خلقه ( العليم    ) بمصالحهم . 
( وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون    ) قرأ ابن كثير   والكسائي    " يرجعون " بالياء ، والآخرون بالتاء . 
( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق    ) وهم عيسى  وعزير  والملائكة فإنهم عبدوا من دون الله ، ولهم الشفاعة ، وعلى هذا يكون " من " في محل الرفع ، وقيل : " من " في محل الخفض ، وأراد بالذين يدعون عيسى  وعزيرا  والملائكة ، يعني أنهم لا يملكون الشفاعة إلا من شهد بالحق ، والأول أصح ، وأراد بشهادة الحق قوله لا إله إلا الله كلمة التوحيد ( وهم يعلمون    ) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم . 
( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون    ) يصرفون عن عبادته . 
( وقيله يا رب    ) يعني قول محمد    - صلى الله عليه وسلم - شاكيا إلى ربه : يا رب ( إن هؤلاء قوم لا يؤمنون    ) قرأ عاصم  وحمزة    " وقيله " بجر اللام والهاء ، على معنى : وعنده علم الساعة وعلم قيله يا رب ، وقرأ الآخرون بالنصب ، وله وجهان : أحدهما معناه : أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيله يا رب ، والثاني : وقال قيله . 
( فاصفح عنهم    ) أعرض عنهم ( وقل سلام    ) معناه : المتاركة ، كقوله تعالى : " سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين    " ( القصص - 55 ( فسوف يعلمون    ) قرأ أهل المدينة  والشام  بالتاء ، والباقون بالياء ، قال مقاتل    : نسختها آية السيف . 
				
						
						
