[ ص: 229 ]   ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين    ( 10 ) يغشى الناس هذا عذاب أليم    ( 11 ) ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون    ( 12 ) ) 
( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين     ) اختلفوا في هذا الدخان : 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  حدثنا  محمد بن إسماعيل  ، حدثنا محمد بن كثير  ، عن سفيان  ، حدثنا منصور   والأعمش  ، عن أبي الضحى  ، عن مسروق  قال : بينما رجل يحدث في كندة  ، فقال : يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، ويأخذ المؤمن [ كهيئة ] الزكام ، ففزعنا فأتيت ابن مسعود  وكان متكئا فغضب فجلس ، فقال : من علم فليقل ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم ، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم : لا أعلم ، فإن الله قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : " قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين " ( ص - 86 ) ، وإن قريشا  أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف " فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان ، فجاء أبو سفيان  فقال : يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم ، وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم ، فقرأ : " فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين " إلى قوله : " إنكم عائدون " ، أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ؟ ثم عادوا إلى كفرهم ، فذلك قوله : ( يوم نبطش البطشة الكبرى    ) يعني يوم بدر و ( لزاما ) يوم بدر ، " الم غلبت الروم " ، إلى " سيغلبون " ( الروم - 3 ) ، الروم قد مضى . 
ورواه  محمد بن إسماعيل  عن يحيى  عن  وكيع  عن الأعمش  ، قال : قالوا : ( ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون    ) فقيل له : إن كشفنا عنهم عادوا إلى كفرهم ، فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر ، فذلك قوله : " فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين    " ، إلى قوله : " إنا منتقمون " . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  حدثنا  محمد بن إسماعيل  ، حدثنا يحيى  ، حدثنا  وكيع  ، عن الأعمش  ، عن مسلم  ، عن مسروق  ، عن عبد الله  قال : خمس قد مضين اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان . 
وقال قوم : هو دخان يجيء قبل قيام الساعة ولم يأت بعد ، فيدخل في أسماع الكفار والمنافقين حتى يكون كالرأس الحنيذ ، ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه النار ، وهو قول ابن عباس   وابن عمر  والحسن    .   [ ص: 230 ] 
أخبرنا أبو سعيد الشريحي  ، أخبرنا  أبو إسحاق الثعلبي  ، أخبرنا عقيل بن محمد الجرجاني  ، حدثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا البغدادي  ، حدثنا  محمد بن جرير الطبري  ، حدثني عصام بن رواد بن الجراح  ، حدثنا أبي ، أخبرنا أبو سفيان بن سعيد  ، حدثنا  منصور بن المعتمر  عن  ربعي بن حراش  قال : سمعت حذيفة بن اليمان  يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أول الآيات الدخان ، ونزول عيسى بن مريم  ، ونار تخرج من قعر عدن أبين ، تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا " ، قال حذيفة    : يا رسول الله وما الدخان ؟ فتلا هذه الآية : " يوم تأتي السماء بدخان مبين " ، يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة ، أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكام ، وأما الكافر فكمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره   . 
				
						
						
