[ ص: 330 ]  [ ص: 331 ]  [ ص: 332 ]  [ ص: 333 ] سورة الحجرات 
مدنية 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم    ( 1 ) ) 
( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله     ) قرأ يعقوب    : " لا تقدموا " بفتح التاء والدال ، من التقدم أي لا تتقدموا ، وقرأ الآخرون بضم التاء وكسر الدال ، من التقديم ، وهو لازم بمعنى التقدم ، [ قال أبو عبيدة    ] : تقول العرب : لا تقدم بين يدي الإمام وبين يدي الأب ، أي لا تعجل بالأمر والنهي دونه ، والمعنى : بين اليدين الأمام . والقدام : أي لا تقدموا بين يدي أمرهما ونهيهما . واختلفوا في معناه : روى الشعبي  عن جابر  أنه في الذبح يوم الأضحى ، وهو قول الحسن  ، أي لا تذبحوا قبل أن يذبح النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وذلك أن ناسا ذبحوا قبل صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأمرهم أن يعيدوا الذبح . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا محمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  ، حدثنا  محمد بن إسماعيل  ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا شعبة ، عن يزيد ، عن الشعبي  ، عن البراء  قال : خطبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر ، قال : " إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ، ثم نرجع فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ، ومن ذبح قبل أن نصلي فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك   [ ص: 334 ] في شيء   " . 
وروى مسروق  عن عائشة  أنه في النهي عن صوم يوم الشك ، أي : لا تصوموا قبل أن يصوم نبيكم . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  ، حدثنا  محمد بن إسماعيل  ، حدثنا إبراهيم بن موسى  ، حدثنا هشام بن يوسف  أن  ابن جريج  أخبرهم عن  ابن أبي مليكة  ، أن عبد الله بن الزبير  أخبرهم ، أنه قدم ركب من بني تميم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو بكر    : أمر القعقاع معبد بن زرارة ،  قال عمر    : بل أمر الأقرع بن حابس  ، قال أبو بكر    : ما أردت إلا خلافي ، قال عمر    : ما أردت خلافك ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما ، فنزلت في ذلك : " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله    " حتى انقضت   . 
ورواه نافع  عن  ابن أبي مليكة  ، قال فنزلت : " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي    " إلى قوله : " أجر عظيم " ، وزاد : قال ابن الزبير    : فما كان عمر  يسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الآية حتى يستفهمه ، ولم يذكر عن أبيه ، يعني أبا بكر    . 
وقال قتادة    : نزلت الآية في ناس كانوا يقولون : لو أنزل في كذا ، أو صنع في كذا وكذا ، فكره الله ذلك . 
وقال مجاهد    : لا تفتاتوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء حتى يقضيه الله على لسانه . 
وقال الضحاك    : يعني في القتال وشرائع الدين لا تقضوا أمرا دون الله ورسوله .   [ ص: 335 ] 
( واتقوا الله ) في تضييع حقه ومخالفة أمره ( إن الله سميع ) لأقوالكم ( عليم ) بأفعالكم . 
				
						
						
