[ ص: 393 ] أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين     ( 38 ) أم له البنات ولكم البنون    ( 39 ) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون    ( 40 ) أم عندهم الغيب فهم يكتبون    ( 41 ) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون    ( 42 ) ) 
( أم لهم سلم    ) مرقى ومصعد إلى السماء ( يستمعون فيه    ) أي يستمعون عليه الوحي ، كقوله : " ولأصلبنكم في جذوع النخل " ( طه - 71 ) أي : عليها ، معناه : ألهم سلم يرتقون به إلى السماء ، فيستمعون الوحي ويعلمون أن ما هم عليه حق بالوحي ، فهم مستمسكون به كذلك ؟ ( فليأت مستمعهم    ) إن ادعوا ذلك ( بسلطان مبين    ) حجة بينة . 
( أم له البنات ولكم البنون    ) هذا إنكار عليهم حين جعلوا لله ما يكرهون ، كقوله : " فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون    " ( الصافات - 149 ) . 
( أم تسألهم أجرا    ) جعلا على ما جئتهم به ودعوتهم إليه من الدين ( فهم من مغرم مثقلون    ) أثقلهم ذلك المغرم الذي تسألهم ، فمنعهم من ذلك عن الإسلام . 
( أم عندهم الغيب    ) أي : علم ما غاب عنهم ، حتى علموا أن ما يخبرهم الرسول من أمر القيامة والبعث  باطل . 
وقال قتادة    : هذا جواب لقولهم : " نتربص به ريب المنون " ، يقول : أعندهم علم الغيب حتى علموا أن محمدا    - صلى الله عليه وسلم - يموت قبلهم ؟ ( فهم يكتبون    ) أي : يحكمون ، والكتاب : الحكم ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للرجلين اللذين تخاصما إليه : " أقضي بينكما بكتاب الله   " أي بحكم الله . 
وقال ابن عباس    : معناه أم عندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون ما فيه ويخبرون الناس به ؟ 
( أم يريدون كيدا    ) مكرا بك ليهلكوك ؟ ( فالذين كفروا هم المكيدون    ) أي : هم المجزيون بكيدهم ، يريد أن ضرر ذلك يعود عليهم ، ويحيق مكرهم بهم ، وذلك أنهم مكروا به في دار الندوة فقتلوا ببدر     . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					