[ ص: 406 ]   ( عندها جنة المأوى    ( 15 ) إذ يغشى السدرة ما يغشى    ( 16 ) ما زاغ البصر وما طغى    ( 17 ) لقد رأى من آيات ربه الكبرى    ( 18 ) ) 
( عندها جنة المأوى     ) قال عطاء  عن ابن عباس    : جنة يأوي إليها جبريل  والملائكة . وقال مقاتل  والكلبي    : يأوي إليها أرواح الشهداء . 
( إذ يغشى السدرة ما يغشى    ) قال ابن مسعود    : فراش من ذهب . 
وروينا في حديث المعراج عن أنس  عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :   " ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة ، وإذا ثمرها كالقلال ، فلما غشى من أمر الله ما غشى تغيرت ، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها ، وأوحى إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة   " . 
وقال مقاتل    : تغشاها الملائكة أمثال الغربان ، وقال  السدي    : من الطيور . وروي عن أبي العالية  عن  أبي هريرة    - رضي الله عنه - أو غيره قال : غشيها نور الخلائق وغشيتها الملائكة من حب الله أمثال الغربان حين يقعن على الشجرة . قال : فكلمه عند ذلك ، فقال له : سل . وعن الحسن  قال : غشيها نور رب العزة فاستنارت . ويروى في الحديث :   " رأيت على كل ورقة منها ملكا قائما يسبح الله تعالى "   . 
( ما زاغ البصر وما طغى    ) أي : ما مال بصر النبي - صلى الله عليه وسلم - يمينا ولا شمالا وما طغى ، أي ما جاوز ما رأى . وقيل : ما جاوز ما أمر به وهذا وصف أدبه  في ذلك المقام إذ لم يلتفت جانبا . 
( لقد رأى من آيات ربه الكبرى    ) يعني : الآيات العظام . وقيل : أراد ما رأى تلك الليلة في مسيره وعوده ، دليله قوله : " لنريه من آياتنا " ، ( الإسراء - 1 ) وقيل : معناه لقد رأى من آيات ربه الآية الكبرى . 
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ،  أخبرنا عبد الغافر بن محمد ،  أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي ،  حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ،  حدثنا مسلم بن الحجاج ،  حدثنا  عبيد الله بن معاذ العنبري ،  حدثنا أبي ، حدثنا   [ ص: 407 ] شعبة  عن  سليمان الشيباني  سمع زر بن حبيش  عن عبد الله  قال : لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال : رأى جبريل  في صورته له ستمائة جناح    . 
وأخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أخبرنا محمد بن يوسف ،  حدثنا  محمد بن إسماعيل ،  حدثنا حفص بن عمرو ،  حدثنا شعبة  عن الأعمش  عن إبراهيم  عن علقمة    [ عن عبد الله    ] " لقد رأى من آيات ربه الكبرى    " ؟ قال : رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					