( اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون    ( 17 ) إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم    ( 18 ) والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم    ( 19 ) ) 
( اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون  إن المصدقين والمصدقات    ) قرأ ابن كثير ،  وأبو بكر  عن عاصم  بتخفيف الصاد فيهما من " التصديق " أي : المؤمنين والمؤمنات ، وقرأ الآخرون بتشديدهما أي المتصدقين والمتصدقات أدغمت التاء في الصاد ( وأقرضوا الله قرضا حسنا    ) بالصدقة والنفقة في سبيل الله - عز وجل - ( يضاعف لهم    ) ذلك القرض ( ولهم أجر كريم    ) ثواب حسن وهو الجنة . ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون    ) والصديق : الكثير الصدق ، قال مجاهد    : كل من آمن بالله ورسوله فهو صديق وتلا هذه الآية . 
قال الضحاك    : هم ثمانية نفر من هذه الأمة ، سبقوا أهل الأرض في زمانهم إلى الإسلام : أبو بكر  وعلي  وزيد  وعثمان  وطلحة  والزبير  وسعد  وحمزة  وتاسعهم  عمر بن الخطاب  رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ألحقه الله بهم لما عرف من صدق نيته . ( والشهداء عند ربهم    ) اختلفوا في نظم هذه الآية ، منهم من قال : هي متصلة بما قبلها ، و " الواو " واو النسق ، وأراد بالشهداء المؤمنين المخلصين . قال الضحاك    : هم الذين سميناهم . قال   [ ص: 39 ] مجاهد    : كل مؤمن صديق شهيد ، وتلا هذه الآية . 
وقال قوم : تم الكلام عند قوله : " هم الصديقون    " ثم ابتدأ فقال : والشهداء عند ربهم ، و " الواو " واو الاستئناف ، وهو قول ابن عباس  ومسروق  وجماعة . ثم اختلفوا فيهم فقال قوم : هم الأنبياء الذين يشهدون على الأمم يوم القيامة ، يروى ذلك عن ابن عباس  هو قول مقاتل بن حيان    . وقال مقاتل بن سليمان : هم الذين استشهدوا في سبيل الله . 
( لهم أجرهم    ) بما عملوا من العمل الصالح ( ونورهم ) على الصراط ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم    ) . 
				
						
						
