[ ص: 60 ]   ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم    ( 12 ) ) 
قوله - عز وجل - ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة    )  أمام مناجاتكم ، قال ابن عباس    : وذلك أن الناس سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكثروا حتى شقوا عليه فأراد الله أن يخفف على نبيه ويثبطهم ويردعهم عن ذلك فأمرهم أن يقدموا صدقة على المناجاة مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - . 
وقال مقاتل بن حيان    : نزلت في الأغنياء ، وذلك أنهم كانوا يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - فيكثرون مناجاته ويغلبون الفقراء على المجالس ، حتى كره النبي - صلى الله عليه وسلم - طول جلوسهم ومناجاتهم ، فلما رأوا ذلك انتهوا عن مناجاته ، فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئا وأما أهل الميسرة فضنوا واشتد ذلك على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت الرخصة . 
قال مجاهد    : نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا فلم يناجه إلا علي  رضي الله عنه تصدق بدينار وناجاه ثم نزلت الرخصة فكان علي  رضي الله عنه يقول : آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي وهي آية المناجاة 
وروي عن علي  رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أما ترى دينارا ؟ قلت : لا يطيقونه قال : فكم ؟ قلت : حبة أو شعيرة ، قال : إنك لزهيد ، فنزلت : " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات    " قال علي  رضي الله تعالى عنه : فبي قد خفف الله عن هذه الأمة   . 
( ذلك خير لكم ) يعني : تقديم الصدقة على المناجاة    ( وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم    ) يعني الفقراء الذين لا يجدون ما يتصدقون به معفو عنهم . 
				
						
						
