[ ص: 216 ]  [ ص: 217 ]  [ ص: 218 ]  [ ص: 219 ] سورة المعارج 
مكية 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( سأل سائل بعذاب واقع     ( 1 ) للكافرين ليس له دافع    ( 2 ) ) 
( سأل سائل    ) قرأ أهل المدينة  والشام    : " سال " بغير همز وقرأ الآخرون بالهمز ، فمن همز فهو من السؤال ، ومن قرأ بغير همز قيل : هو لغة في السؤال ، يقال : سال يسال مثل خاف يخاف [ يعني ] سال يسال خفف الهمزة وجعلها ألفا . 
وقيل : هو من السيل ، والسايل واد من أودية جهنم ، يروى ذلك عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ،  والأول أصح . 
واختلفوا في الباء في قوله : " بعذاب " قيل : هي بمعنى " عن " كقوله : " فاسأل به خبيرا    " ( الفرقان - 59 ) [ أي عنه خبيرا ] 
ومعنى الآية : سأل سائل عن عذاب ( واقع ) نازل كائن على من ينزل ولمن ذلك العذاب فقال الله مبينا مجيبا لذلك السائل : ( للكافرين ) وذلك أن أهل مكة  لما خوفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعذاب قال بعضهم لبعض : من أهل هذا العذاب ؟ ولمن هو ؟ سلوا عنه محمدا  فسألوه فأنزل الله : " سأل سائل بعذاب واقع للكافرين    " أي : هو للكافرين ، هذا قول الحسن  وقتادة    . وقيل : الباء صلة ومعنى الآية : دعا داع وسأل سائل عذابا واقعا للكافرين ، أي : على الكافرين ، اللام بمعنى " على " وهو النضر بن الحارث حيث دعا   [ ص: 220 ] على نفسه وسأل العذاب ، فقال : " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك    " الآية ( الأنفال - 32 ) فنزل به ما سأل يوم بدر  فقتل صبرا ، وهذا قول ابن عباس  ومجاهد    : ( ليس له ) أي للعذاب ( دافع ) مانع . 
				
						
						
