[ ص: 234 ]   ( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا    ( 26 ) إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا    ( 27 ) رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا    ( 28 ) ) 
( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا     ) أحدا يدور في الأرض فيذهب ويجيء أصله من الدوران وقال [  ابن قتيبة    ] إن أصله من الدار ، أي : نازل دار . ( إنك إن تذرهم يضلوا عبادك    ) قال ابن عباس ،  والكلبي  ومقاتل    : كان الرجل ينطلق بابنه إلى نوح  فيقول : احذر هذا فإنه كذاب ، وإن أبي حذرنيه فيموت الكبير وينشأ الصغير عليه ( ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا    ) قال محمد بن كعب ،  ومقاتل ،  والربيع ،  وغيرهم : إنما قال نوح  هذا حين أخرج الله كل مؤمن من أصلابهم وأرحام نسائهم وأعقم أرحام نسائهم وأيبس أصلاب رجالهم قبل العذاب بأربعين سنة . [ وقيل سبعين سنة ] وأخبر الله نوحا  أنهم لا يؤمنون ولا يلدون مؤمنا فحينئذ دعا عليهم نوح فأجاب الله دعاءه ، وأهلكهم كلهم ولم يكن فيهم صبي وقت العذاب لأن الله تعالى قال : " وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم    " ( الفرقان - 37 ) ولم يوجد التكذيب من الأطفال . ( رب اغفر لي ولوالدي    ) واسم أبيه : لمك بن متوشلخ ،  واسم أمه : سمحاء بنت أنوش ،  وكانا مؤمنين [ وقيل اسمها هيجل بنت لاموش بن متوشلخ  فكانت بنت عمه ] ( ولمن دخل بيتي    ) داري ( مؤمنا ) وقال الضحاك  والكلبي    : مسجدي . وقيل : سفينتي ( وللمؤمنين والمؤمنات    ) هذا عام في كل من آمن بالله وصدق الرسل ( ولا تزد الظالمين إلا تبارا    ) هلاكا ودمارا فاستجاب الله دعاءه فأهلكهم . 
				
						
						
