( فسنيسره لليسرى     ( 7 ) وأما من بخل واستغنى    ( 8 ) وكذب بالحسنى    ( 9 ) فسنيسره للعسرى    ( 10 ) ) 
( فسنيسره ) فسنهيئه في الدنيا ، ( لليسرى ) أي للخلة اليسرى ، وهي العمل بما يرضاه الله - عز وجل - . ( وأما من بخل    ) بالنفقة في الخير ، ( واستغنى ) عن ثواب الله فلم يرغب فيه ( وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى    ) سنهيئه للشر بأن نجريه على يديه حتى يعمل بما لا يرضي الله ، فيستوجب به النار . قال مقاتل    : نعسر عليه أن يأتي خيرا . 
وروينا عن علي  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :   " ما من نفس منفوسة إلا [ كتب الله ] مكانها من الجنة أو النار " فقال رجل : أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟ قال : " لا ولكن اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، أما أهل الشقاء فييسرون لعمل أهل الشقاء ، وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة    " ، ثم تلا " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى    " . 
قيل : نزلت في  أبي بكر الصديق  اشترى بلالا  من أمية بن خلف  ببردة وعشرة أواق ، فأعتقه فأنزل الله تعالى : " والليل إذا يغشى    " إلى قوله : " إن سعيكم لشتى    " يعني : سعي أبي بكر  وأمية    . 
وروى علي بن حجر  عن إسحاق  عن أبي نجيح  عن عطاء ،  قال : كان لرجل من الأنصار  نخلة وكان له جار يسقط من بلحها في دار جاره ، وكان صبيانه يتناولون منه ، فشكا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " بعنيها بنخلة في الجنة " فأبى ، فخرج فلقيه أبو الدحداح  ، فقال له : هل لك أن تبيعها بحش [ البستان ] ، يعني حائطا له ، فقال له : هي لك ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله أتشتريها مني بنخلة في الجنة ؟ قال : " نعم " قال : هي لك ، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - جار الأنصاري   [ ص: 447 ] فقال : " خذها " . فأنزل الله تعالى : " والليل إذا يغشى    " إلى قوله : " إن سعيكم لشتى    " [ سعي أبي ] الدحداح  والأنصاري صاحب النخلة . 
( فأما من أعطى واتقى    ) [ يعني أبا ] الدحداح  ، ( وصدق بالحسنى    ) [ الثواب ] ( فسنيسره لليسرى    ) يعني الجنة ، ( وأما من بخل واستغنى    ) يعني الأنصاري ، ( وكذب بالحسنى    ) يعني الثواب ، ( فسنيسره للعسرى    ) يعني النار . 
				
						
						
