[ ص: 77 ]   ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون    ( 102 ) ) 
قوله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته     ) قال مقاتل بن حيان    : كان بين الأوس  والخزرج  عداوة في الجاهلية وقتال حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ،  فأصلح بينهم فافتخر بعده منهم رجلان : ثعلبة بن غنم  من الأوس   وأسعد بن زرارة  من الخزرج ،  فقال الأوسي : منا خزيمة بن ثابت  ذو الشهادتين ، ومنا حنظلة  غسيل الملائكة ، ومنا عاصم بن ثابت بن أفلح  حمي الدبر ، ومنا  سعد بن معاذ  الذي اهتز [ لموته ] عرش الرحمن ورضي الله بحكمه في بني قريظة    . 
وقال الخزرجي : منا أربعة أحكموا القرآن : أبي بن كعب ،   ومعاذ بن جبل ،   وزيد بن ثابت ،  وأبو زيد ،  ومنا سعد بن عبادة  خطيب الأنصار  ورئيسهم ، فجرى الحديث بينهما فغضبا وأنشدا الأشعار وتفاخرا ، فجاء الأوس  والخزرج  ومعهم السلاح  فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية : ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته    ) . 
وقال  عبد الله بن مسعود   وابن عباس    : هو أن يطاع فلا يعصى ، قال مجاهد    : أن تجاهدوا في سبيل الله حق جهاده ولا تأخذكم في الله لومة لائم وتقوموا لله بالقسط ولو على أنفسكم وآبائكم وأبنائكم . وعن أنس  أنه قال : لا يتقي الله عبد حق تقاته حتى يخزن لسانه   . 
قال أهل التفسير : فلما نزلت هذه الآية شق ذلك عليهم ، فقالوا : يا رسول الله ومن يقوى على هذا؟ فأنزل الله تعالى : " فاتقوا الله ما استطعتم    " ( التغابن 16 ) فنسخت هذه الآية وقال مقاتل    : ليس في آل عمران من المنسوخ إلا هذا . . 
( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون    ) أي : مؤمنون ، وقيل مخلصون مفوضون أموركم إلى الله عز وجل وقال الفضيل    : محسنون الظن بالله . 
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ،  أنا أبو بكر العبدوسي ،  أخبرنا أبو بكر بن محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد ،  أخبرنا سليمان بن سيف ،  أخبرنا  وهب بن جرير ،  أنا شعبة ،  عن الأعمش ،  عن مجاهد  عن  عبد الله بن عباس  رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته فلو أن قطرة من الزقوم قطرت على الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم ، فكيف بمن هو طعامه وليس له طعام غيره   " ؟ . 
				
						
						
