( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون     ( 82 ) ) 
( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين    ( 83 ) ) 
( وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين    ( 84 ) فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين    ( 85 ) والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم    ( 86 ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول    ) محمد  صلى الله عليه وسلم ، ( ترى أعينهم تفيض    ) تسيل ، ( من الدمع مما عرفوا من الحق    ) قال ابن عباس  رضي الله عنهما في رواية عطاء    : يريد النجاشي  وأصحابه قرأ عليهم جعفر  بالحبشة  كهيعص ، فما زالوا يبكون حتى فرغ جعفر  من القراءة . ( يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين    )   [ ص: 88 ] يعني أمة محمد  صلى الله عليه وسلم ، دليله قوله تعالى : " لتكونوا شهداء على الناس    " ( البقرة 143 ) . 
( وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق    ) وذلك أن اليهود  عيروهم وقالوا لهم : لم آمنتم؟ فأجابوهم بهذا ، ( ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين    ) أي : في أمة محمد  صلى الله عليه وسلم ، بيانه ( أن الأرض يرثها عبادي الصالحون    ) ( الأنبياء ، 105 ) . 
( فأثابهم الله ) أعطاهم الله ، ( بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها    ) وإنما أنجح قولهم وعلق الثواب بالقول لاقترانه بالإخلاص ، بدليل قوله : ( وذلك جزاء المحسنين    ) يعني : الموحدين المؤمنين ، وقوله من قبل : " ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق " يدل على أن الإخلاص والمعرفة بالقلب مع القول يكون إيمانا    . 
				
						
						
