[ ص: 247 ] ( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ( 73 ) ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( 74 ) قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون ( 75 ) )
قوله - عز وجل - : ( وإلى ثمود أخاهم صالحا ) وهو ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح ، وأراد هاهنا القبيلة .
قال أبو عمرو بن العلاء : سميت ثمود لقلة مائها ، والثمد : الماء القليل ، وكانت مساكنهم الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى ( أخاهم صالحا ) أي : أرسلنا إلى ثمود أخاهم في النسب ، لا في الدين صالحا ، وهو صالح بن عبيد بن آسف بن ماشيح بن عبيد بن خادر بن ثمود ، ( قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم ) حجة من ربكم على صدقي ، ( هذه ناقة الله ) أضافها إليه على التفضيل والتخصيص ، كما يقال بيت الله ، ( لكم آية ) نصب على الحال ، ( فذروها تأكل ) العشب ، ( في أرض الله ولا تمسوها بسوء ) لا تصيبوها بعقر ، ( فيأخذكم عذاب أليم )
( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم ) أسكنكم وأنزلكم ، ( في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا ) كانوا ينقبون في الجبال البيوت ففي الصيف يسكنون بيوت الطين ، وفي الشتاء بيوت الجبال . وقيل : كانوا ينحتون البيوت في الجبل لأن بيوت الطين ما كانت تبقى مدة أعمارهم لطول أعمارهم ، ( فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) والعيث : أشد الفساد .
( قال الملأ ) قرأ ابن عامر : ( وقال الملأ ) بالواو ( الذين استكبروا من قومه ) يعني الأشراف والقادة الذين تعظموا عن الإيمان بصالح ، ( للذين استضعفوا ) يعني الأتباع ، ( لمن آمن منهم ) [ ص: 248 ] يعني : قال الكفار للمؤمنين ، ( أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه ) إليكم ، ( قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون ) .