( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين ( 145 ) )
قوله تعالى ( ) يعني ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب اليهود والنصارى قالوا : ائتنا بآية على ما تقول فقال الله تعالى ( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ) معجزة ( ما تبعوا قبلتك ) يعني الكعبة ( وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ) ؛ لأن اليهود تستقبل بيت المقدس وهو المغرب والنصارى تستقبل المشرق وقبلة المسلمين الكعبة .
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي أخبرنا الحسن بن بكر المروزي أخبرنا المعلى بن منصور أخبرنا عبد الله بن جعفر المخزومي عن عثمان الأخنسي عن سعيد المقبري عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أبي هريرة " القبلة ما بين المشرق والمغرب
وأراد به في حق أهل المشرق ، وأراد بالمشرق : مشرق الشتاء في أقصر يوم في السنة ، وبالمغرب : مغرب الصيف في أطول يوم من السنة ، فمن جعل مغرب الصيف في هذا الوقت على يمينه ومشرق الشتاء على يساره كان وجهه إلى القبلة ( ولئن اتبعت أهواءهم ) مرادهم الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد به [ ص: 164 ] الأمة ، ( من بعد ما جاءك من العلم ) الحق في القبلة ، ( إنك إذا لمن الظالمين ) .