(   ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين     ( 6 ) . 
قوله تعالى : ( وما من دابة في الأرض    ) أي : ليس دابة ، " من " صلة . والدابة : كل حيوان يدب على وجه الأرض . 
وقوله ( إلا على الله رزقها    ) أي : هو المتكفل بذلك فضلا وهو إلى مشيئته إن شاء رزق وإن شاء لم يرزق . 
وقيل : " على " بمعنى : " من " أي : من الله رزقها . 
 [ ص: 162 ] وقال مجاهد    : ما جاءها من رزق فمن الله عز وجل ، وربما لم يرزقها حتى تموت جوعا . 
( ويعلم مستقرها ومستودعها    ) قال ابن مقسم    : ويروى ذلك عن ابن عباس ،  مستقرها : المكان الذي تأوي إليه ، وتستقر فيه ليلا ونهارا ، ومستودعها : الموضع الذي تدفن فيه إذا ماتت . 
وقال  عبد الله بن مسعود  رضي الله عنه : المستقر أرحام الأمهات ، والمستودع المكان الذي تموت فيه ، وقال عطاء    : المستقر : أرحام الأمهات والمستودع : أصلاب الآباء . 
ورواه سعيد بن جبير ،  وعلي بن أبي طلحة ،  وعكرمة  عن ابن عباس    . 
وقيل : المستقر الجنة أو النار ، والمستودع القبر ، لقوله تعالى في صفة الجنة والنار : " حسنت مستقرا ومقاما    " ( الفرقان - 76 ) . 
( كل في كتاب مبين    ) أي : كل مثبت في اللوح المحفوظ قبل أن خلقها . 
				
						
						
